بعد النجاح الكبير الذي شهدته المسيرة الدولية ضد الإرهاب التي انتظمت الأحد، وشارك فيها 4 رؤساء دول ووزراء أول ورؤساء برلمانات عرب وأجانب، إلى جانب الدبلوماسيين المعتمدين بتونس، وفي سياق العمل على القضاء على الإرهاب كشف وزير الداخلية في ندوة صحفية عقدها مساء الأحد بأن وحدات الحرس تمكنت من إماطة اللثام عن مخطط كان لقمان أبو صخر بصدد التحضير له إذ تبين من خلال الأبحاث، أن هذا الإرهابي الخطير كان متّجهاً إلى الحدود التونسية الليبية لاستلام سيارات مفخخة من أجل تنفيذ عمليات تفجير في تونس، موضحاً أن الوحدات الأمنية تمكنت في عملية استباقية من معرفة الطريق الذي سيسلكه لقمان وجماعته، ومن ثمة تنفيذ كمين محكم بمنطقة ريفية بمحافظة قفصة (250 كلم جنوب غرب العاصمة تونس) قضي فيه على كامل عناصر المجموعة الإرهابية التسعة، وهو الأمر الذي حال دون تنفيذهم لمخططاتهم الإجرامية، وجنّب البلاد ما لا يحمد عقباه. وزير الداخلية الذي أشاد بجهود الأمنيين ونجاحهم في القضاء على رئيس العصابة الإرهابية أبو صخر الجزائري الجنسية، وأهدى هذا النجاح إلى كل شهداء تونس، إلا أنه نبه من مغبة التراخي والتراجع والإحساس بنشوة النصر، مشدداً على أن «الحرب على الإرهاب لم تنته بعد»، مضيفاً: لا للثقة المفرطة.. لا للتراخي أو التراجع.. يجب أن نكون واقعيين وأن نضع أقدامنا فوق الأرض.. ولأن الحرب فعل ورد فعل، فقد يسعى هؤلاء المجرمون إلى رد الفعل ويجب أن نثبت لهم آنذاك أننا على أهبة الاستعداد وجاهزون على الدوام. وكانت القوات المختصة في مكافحة الإرهاب حجزت كمية كبيرة من السلاح لدى هذه المجموعة يرجح أن تكون حصلت عليها خلال الهجوم على منزل وزير الداخلية العام الماضي والذي أسفر عن وفاة الحراس الأربعة والاستيلاء على أسلحتهم النارية إضافة إلى عدد من القنابل اليدوية والكلاشينكوف. وفي نفس التوقيت بالضبط، وبالتوازي مع سير عملية الجنوب الأمنية، كانت فرقة أمنية مختصة بصدد مواجهة 10عناصر إرهابية مسلحة في أحد أرياف محافظة الكاف الحدودية مع الجزائر (170 كلم شمال غرب العاصمة تونس)، حيث تمت إصابة عنصرين من المجموعة التي لاذت بالفرار حاملة الجريحين معها، وتستميت قوات الأمن الآن في البحث عن المجموعة سعياً إلى إلقاء القبض عليها. وفي سياق متصل، وبعد أن دعت كافة الأطراف إلى إعادة النظر في وضعية عدد لا يستهان به من المساجد والجوامع التي وظّفها البعض لبث الفكر المتطرف واستقطاب فئة الشباب إلى الجماعات المتطرفة الدموية، ذكرت وزارة الشؤون الدينية بأنها رصدت 187 جامعاً ومسجداً بنيت بطريقة فوضوية بعد الثورة، ودون ترخيص مسبق من الجهات المعنية، موزعة على كامل البلاد. وقالت أطراف مطلعة إن هذه المساجد يتم توظيفها من طرف عناصر معروفة بالتشدد والتطرف، وهي ترفض دعوة الوزارة إلى تسوية وضعية هذه المساجد المفتوحة أمام التيارات المتطرفة دون سواها.