يعمد ملالي إيران من خلال عملائهم في العراق إلى تشويه صورة الجندي العراقي، وتحطيم أسطورة الجيش العراقي الذي سيطر على ثمانٍ وعشرين مدينة إيرانية في أقل من ثلاثة أيام في بداية الحرب العراقيةالإيرانية من مدينة قصر شيرين في الشمال إلى مدينة المحمرة في الجنوب، ولهذا فإنه يشيع بأن الحرس الثوري الإيراني وجنرالات إيران هم الذين خلَّصوا العراق من احتلال داعش للمدن العراقية، وأن جنرال الإرهاب قاسم سليماني هو بطل التحرير وأن الحشد الشيعي مؤسسة عسكرية كان لها الفضل الأول في تخليص تلك المدن، وينسون ما ارتكبه الحشد الشيعي الطائفي هذا من جرائم قتل وإبادة للمسلمين العرب السنة في المدن العربية السنية في تكريت وآمرلي وديالى والدور والآن الفلوجة وقبلها الكرمة، وقد انضم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى جوقة المسبحين بحمد الحشد الشيعي، حين قال بأنه لا يمكن التخلي عن مؤسسة الحشد الشعبي طبعاً لا يستطيع العبادي أن يقول بأنه طُلِبَ منه تزكية دور وعمل الحشد الشيعي بطلب من إيران بعد أن زكمت فضائح الحشد الشعبي وكثرت جرائمه، ومثلما فُرِض على الإعلام العراقي تضخيم دور جنرال الإرهاب قاسم سليماني وجعله «الملهم» الذي حقق كل الانتصارات الأخيرة على داعش، مع تغييب وتقليل دور الجيش العراقي والعشائر العربية التي كان لها الإسهام الأكبر في تحقيق الانتصارات الأخيرة في الفلوجة، والهدف واضح هو التقليل من قيمة وأهمية الجيش العراقي الذي رغم كل ما عُمِل من أجل نسفه وتحويله إلى جيش طائفي إلا أنه لا يزال يحمل عملاً تراكمياً وتراثاً عسكرياً ويضمُّ ضباطاً يفوقون قاسم سليماني وغيره من خبرات يعرفها الإيرانيون جيداً وهم الذين عرفوا قدرة هؤلاء الضباط الذين كانوا يعملون في صفوف الجيش العراقي أيام الحرب الإيرانيةالعراقية، يومها كان قاسم سليماني في القوات الإيرانية التي تقهقرت وفقدت كما ذكرنا في بداية المقال ثمانٍ وعشرين مدينة، أين كان قاسم سليماني أمام اندفاع الجيش العراقي الذي يحاولون تغييبه والإنقاص من قيمته لأجل إبراز ودفع الحشد الشيعي للمقدمة تمهيداً لإحلاله بديلاً عن الجيش العراقي مثلما فعل ملالي إيران عندما جعلوا الحرس الثوري بديلاً عن الجيش الإيراني. مهزلة أن ينسب كل ما يتحقق من انتصارات للجيش العراقي وهو الذي يضم مئات الضباط الكبار أصحاب الخبرة والقدرة القتالية وينسبون كل ما يتحقق للجنرال الملهم قاسم سليماني وكأنه «ساحر الملالي» والضباط العراقيون دمى يحركهم كما يشاء، رغم كل من اشترك وتابع من المعارك الأخيرة في الفلوجة وتكريت وديالى وغيرهم يعرف أنها من صنع وتخطيط الضباط العراقيين.