ما بين وحشية تنظيم داعش الإرهابي وإرهاب الحشد الشيعي الطائفي يعيش أهالي مدينة الفلوجة التي نجحت القوات الحكومية العراقية العسكرية من الجيش النظامي وقوات الشرطة في تحقيق تقدّم في سعيهم لتخليصها من قبضة داعش وتم للقوات العراقية التقدم بمساعدة من طيران التحالف الدولي، إلا أن جهود الحكومة العراقية إنجاز تخليص الفلوجة من إرهاب داعش أصيب بنكسة أثارت القلق والخوف بعد تدخل مليشيات الحشد الشيعي الطائفي الذي أعاد خلط الأوراق من جديد، إذ جاءت مشاركة مليشيات الحشد الشيعي بأسلوب انتقامي صِرف، حيث تركَّزت عملياتهم التي تمت بإطلاق الصواريخ الموجهة أرض - أرض على تجمعات المدنيين والأهالي المحاصرين بين مطرقة مليشيات الحشد الطائفي وسندان عناصر داعش الإرهابية. تدخل ومشاركة مليشيات الحشد الطائفي التي يقودها جنرال الإرهاب قاسم سليماني الذي بثت له وسائل الاتصال والمراكز الإعلامية التابعة للمليشيات الطائفية صوراً وهو يعقد اجتماعات مع قادة المليشيات الشيعية على أطراف الفلوجة، أثارت الغضب والقلق معاً من تحويل معركة تخليص الفلوجة من قبضة داعش الإرهابية إلى قبضة الحشد الطائفية، وهو ما جعل الكثير من القوى الوطنية العراقية بما فيها شخصيات من المكون الشيعي تعترض على مشاركة مليشيات الحشد الطائفي في هذه المعركة وخصوصاً أن بوادر تقدّم القوات الحكومية العراقية كانت واضحة ولم تكن بحاجة إلى مشاركة المليشيات الطائفية التي يتخوّف أهالي الفلوجة من مشاركتها حتى لا تتكرر مآسي مشاركاتها في معارك صلاح الدين وديالى وتلعفر وغيرها من المدن التي يقطنها العرب السنة، إذ تبادر مليشيات الحشد الطائفي إلى القيام بعمليات انتقامية ضد أهلها من العرب السنة، وفي معركة الفلوجة عجّل الطائفيون الذين يقودون مليشيات الحشود الشيعية من عمليات الانتقام في الساعات الأولى من مشاركتهم في هذه المعركة، وقد نبَّه الكثير من العراقيين من هذه الأعمال التي اعتبروها عمليات انتقامية تستهدف أرواح الأبرياء لكونهم من المكون السني فقط، ولأن الفلوجة تحمل رمزاً كونها المدينة العراقية التي قاومت الاحتلال الأمريكي الإيراني المزدوج وقيادة قاسم سليماني لمليشيات الحشد الشيعي تؤكّد أن هذه المشاركة هدفها الانتقام من أهل الفلوجة التي سينتظرها عمليات فرز وإبعاد لأهلها من العرب السنَّة وإحلال مَن سيحضرهم عملاء ملالي إيران بدلاً منهم، سواء من المحافظات الجنوبية أو حتى من إيران للقضاء على أسطورة صمود الفلوجة التي كانت فخر صمود السنة العرب في وجه المحتلين الإيرانيين والأمريكيين معاً.