المتابع والقريب من الشأن الرائدي يتأكد من أن رجالات وأعضاء شرف الرائد لم يتعظوا من الفوضى المالية والإدارية التي ضربت ناديهم قبل ثلاثة أعوام إبان رئاسة فهد المطوع مخلفة ديونًا لامست 30 مليون ريال؛ ليكرروا بعدم مبالاتهم السيناريو ذاته بحذافيره مع إدارة المستقيل عبداللطيف الخضير التي أثبتت الأرقام والإحصائيات أنها (اللغم) الذي يهدد تفجير مستقبل الرائد للأسوأ بعد أن أُعطي الخيط والمخيط دون حسيب أو رقيب!! فاقت مدخولات الخزانة الرائدية في عهد الإدارة السابقة ال 35 مليون ريال، تطايرت في الهواء بسبب التخبط الإداري والفوضى المالية؛ لتنتج ديون تخطت حاجز ال 10 ملايين ريال، جاءت نتائجها مخيبة للآمال ومحبطة للعشاق ومحرقة للأعصاب؛ فلم تثمر إلا الحنظل؛ إذ ظل الفريق الأول لكرة القدم بأحمر بريدة يصارع من أجل البقاء، وأموال طارت في الهواء. قرابة عشرة لاعبين فقط ممن جلبتهم إدارة الخضير هذا الموسم، وتخطت تكلفتهم المالية حاجز ال 7 ملايين ريال، وهم الثلاثي الأجنبي العراقي أمجد راضي والتونسي أسامة الدراجي والغيني كميل زاياتي، إلى جانب المحليين تميم الدوسري وسعود قرن وعبدالله الحربي وعلي خرمي وماجد عسيري (إعارة من الأهلي) ويونس عليوي (إعارة من الهلال) أغلبهم لم تطأ أقدامهم الملعب. ولأن التجربة خير برهان، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الاستقطابات كانت (معطوبة)، فضلاً عمن كانت جدوى الاستفادة الفنية منهم نادرة!! لم يقف الهدر المالي عند هذا الحد، بل زاد حد الإغراق للخزانة الرائدية بالمديونيات، وهو يأتي نتيجة حتمية للعشوائية في الاختيار، والتفرد باتخاذ القرار؛ إذ وصلت الفوضى للتعاقد مع الأجهزة الفنية للفريق الكروي الأول بداية بالجزائري عبدالقادر عمراني الذي أُقيل من منصبه عقب الجولة الثانية، وخلفه اليوناني تاكيس ليمونيس الذي أُقيل هو الآخر، ويطالب بسداد حقوقه البالغة 800 ألف دولار. كل ذلك يحدث والمديونيات تتراكم، والشكاوى لدى لجنة فض المنازعات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تتزايد، ورجالات وشرفيو الرائد يتفرجون، وبعد أن يقع الفأس بالرأس يأتون ليبحثوا عمن ينقذ ناديهم من هذه الكوارث، وقد لا يجدون هذه المرة من يخلصهم وينقذ ناديهم من تلك الكوارث المتعاقبة؛ فليس كل مرة تسلم الجرة!! ما يعيشه الرائد في الوقت الراهن من إحجام عدد من الشخصيات الرائدية عن كرسي الرئاسة، ممن عُرض عليهم تسلُّم زمام الأمور الإدارية وقيادة دفة النادي في المرحلة المقبلة تخوفًا من التركة المهولة التي جعلت الكثير من الكفاءات والقدرات الإدارية يهربون من كرسي الرئاسة، يحتّم على الرائديين أن يعو الدرس جيدًا، ويختاروا الشخصيات الأكثر كفاءة وخبرة رياضية ودراية وحكمة وحنكة في الإدارة وتصريف الأموال، لا أن يكون ناديهم كأنه (همٌّ) يريدون إزاحته عن قلوبهم.