تزايدت المخاوف من وقوع أعمال عنف انتقامية ذات طابع طائفي، تقوم بها ميليشيات طائفية، خلال عمليات تحرير الفلوجة من قبضة متطرفي داعش، التي بدأت أول من أمس. وأشار مراقبون إلى أن 100 ألف من المدنيين، ينتظرون نتائج معركة لم يختاروا زمانها ولا مكانها، فضلا عن الأطراف التي تتقاتل ضمنها، والتي لا تقتصر على وجود داعش بالداخل، وإنما تمتد إلى الميليشيات الإيرانية وفي مقدمتها قوات الحرس الثوري، والحشد الشعبي، وعناصر حزب الله العراقي، التي تشارك في معارك الفلوجة، ليس بهدف استعادتها من داعش فحسب، إنما في حملة تطهير عرقي بدأتها تلك الميليشيات قبل عملية التحرير. وأشار المراقبون إلى أن الطابع الطائفي يسيطر على أجواء استعادة الفلوجة، لا سيما بعد نشر فيديو لعمليات قصف المدينة براجمات صواريخ وقذائف صاروخية، تحمل صور الإرهابي نمر النمر، كذلك تسجيلا مصورا بثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، لزعيم ميليشيات "أبو الفضل العباس"، أوس الخفاجي، وهو يتوعد بتدمير الفلوجة، بزعم أنها منبع الإرهاب. ذريعة محاربة داعش تزامن ذلك مع تهديدات أطلقها القيادي بميليشيا الحشد الشعبي وقائد مليشيا بدر، هادي العامري، ومطالبته أهالي المدينة بمغادرتها، وقال مراقبون إن العامري أراد بهذه التهديدات إيجاد هدف تتفق عليه الأحزاب الموالية لإيران التي تدب الخلافات بينها. وأضافوا أن هذه التهديدات تأتي أيضا لإيجاد دور لميليشيات الحشد الشعبي كذريعة لبقائها داخل مؤسسات الدولة، مشيرين إلى أن الجيش العراقي في الوقت الحالي عبارة عن "جيش طوائف" وليس جيشا للدولة، وأن محاربة تنظيم داعش هو ذريعة لاجتياح مدن ومناطق السنة في العراق. ورأى المراقبون أن العامري بتهديده لأهل الفلوجة يريد تبرير ارتكاب المجازر ضدهم، باعتبار أنه طلب منهم مغادرتها ولم يفعلوا، محملين الحكومة مسؤولية عملية التغيير الديموجرافي التي تمارسها الميليشيات الإيرانية. شعارات للانتقام حذرت كتل سياسية وشخصيات عشائرية من اجتياح ميليشيات الحشد الشعبي مدينة الفلوجة، بعد رفعها ما وصفته شعارات للانتقام من المدينة، متهمة الولاياتالمتحدة وإيران بالتواطؤ في محاصرة الفلوجة. وقالت إن ممثلي السنة في محافظة الأنبار عاجزون عن التصدي لمخطط التغيير الديموجرافي، وإذا حصلت هذه الحماقة في الفلوجة بيد الحشد الشعبي فسنرى ثأرا عراقيا يستمر لمئات السنين. مخاوف أممية أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق، عن قلقها على مصير عشرة آلاف أسرة لم تتمكن من مغادرة مدينة الفلوجة، وذكرت عبر بيان صدر أمس، "الأسر التي نجحت في الفرار تواصلت مع قوات الأمن في قاعدة الحبانية، والتي قامت بدورها بعزل الرجال والفتية الأكبر سنا عن النساء والأطفال، لإجراء تحقيق أمني، وأضافت أن القلق لا يزال مستمرا حيال سلامة الرجال الذين تم عزلهم، ناهيك عن زوجاتهم وأطفالهم. مشيرة إلى وجود أكثر من 80 ألف شخص في الفلوجة يواجهون مصيرا مجهولا.