منذ نهاية مباراته مع أهلي دبي في ربع نهائي البطولة الآسيوية والجزيرة تتحدث عن أخطاء كبيرة يقع فيها الهلال، بدءًا بمدربه اليوناني دونيس، مرورًا بالجهاز الإداري، وانتهاء بإدارته التي التزمت الصمت في وقت كان الجميع ينتظر منها التحرك لمصلحة الكيان الهلال الذي لا أحد يتمنى سقوطه بسهولة. مشكلة الهلال ليست وليدة اللحظة، بل هي - وكما ذكرنا - منذ بداية هذا الموسم؛ إذ خسر الهلال بقيادة مدربه دونيس ربع نهائي آسيا أمام أهلي دبي في مباراة كان بالإمكان الفوز بها والذهاب من خلالها لنهائي القارة، ولكن طريقة دونيس في تلك المباراة حجبت الهلال، وغيبته بسبب الجهل التدريبي! انتهت تلك المباراة التي ذكرنا أنها يجب أن تكون درسًا لدونيس، ولكن اتضح أن دونيس عنيد ومكابر، واتضح ذلك بعد أن لعب بنفس الطريقة أمام فريق الاتحاد، التي خسرها برباعية بعد أن ارتكب في تلك المباراة أخطاء كوارثية، كان معها يستحق التوبيخ والمناقشة بقوة، وهذا ما نصحنا به وقتها، وقلنا إنه يجب أن تتدخل إدارة النادي لمناقشة دونيس. ولأن إدارة الهلال لم تستمع لصوت العقل فقد مضت في صمتها؛ ليأتي لها دونيس بالكارثة، التي بدأ معها أنصار النادي بالنقد الواضح الصريح؛ إذ خسر الهلال أمام الأهلي في الرياض، وبعد تلك المباراة بأيام طالب دونيس بالحكم المحلي بدلاً عن الأجنبي، ومن خلال هذه المطالبة انكشفت حاله، واتضح أنه مفلس، ولن يقدم أي جديد؛ ولذلك نصحنا بتقييم عمله ومدى فائدة بقائه في الهلال، ولكن دونيس حقق بطولة ولي العهد ذات النفس القصير، وقتها خرج رئيس نادي الهلال وقال إنه يتمنى أن يستمر مواسم وليس موسمًا!! رأي غريب من رئيس يمتلك الخبرة الكافية لتحليل واقع الهلال، وتقييم عمل المدرب الذي لا يمكن أن يستمر مع فريق مثل الهلال يطمح لتحقيق الذهب في كل محفل! استمر دونيس، وعبث بالهلال، وخسر مباريات لم تكن في الحسبان، ويكفي أن نقول إنه خسر من الأهلي والاتحاد ذهابًا وإيابًا، كما أنه لم يجمع في الدور الثاني إلا 12 نقطة حتى الآن، وخسر من الفريق الأول والثالث والرابع، فكيف يستطيع بعد ذلك تحقيق اللقب الكبير؟!! وحتى نكون منصفين، فإن الهلال لا يعاني من مشكلة دونيس فقط، ولكن دونيس منذ بداية الموسم وهو يخبص ويستثمر صمت مسؤوليه عنه؛ ليخترع في الهلال اختراعات لم تكن لتحدث لو كانت إدارة النادي تناقش المدرب وتلزمه ببعض الأمور التي تراها في مصلحة الهلال ويتفق عليها الجميع! هلال اليوم لا بد أنه سيعود يومًا بقوة، ولكن ذلك يحتاج لتعديل الأخطاء، وتصحيح ما يمكن تصحيحه قبل نهاية الموسم. أما بعد أن ينتهي الموسم فالواجب على إدارة الهلال أن تكون قريبة من الجميع، فالمحبون الصادقون لن يرجوا منها شكورًا، ولكنهم يتمنون أن تستمتع لنقدهم الصادق؛ ليعود هلال الأمجاد كما كان. الهلال يحتاج الموسم القادم لمدرب طموح، يقود الهلال لمنصات الذهب، ويعرف كيف يتعامل مع لاعبيه، كما يحتاج الهلال لثلاثة أجانب يكونون عونًا للفريق لا عالة عليه، فاللاعبون الأجانب الحاليون لا أحد منهم يستحق البقاء إلا إذا استثنينا إدواردو، أما البقية فمغادرتهم أصبحت حتمية، على أن يستبدلوا بلاعبين أكثر حيوية وحسب حاجة الفريق. كما أنه يجب أن لا تقع الإدارة في خطأ التعاقد مع لاعبين أجنبيين في خط واحد، بمعنى أن اللاعبين الأجانب يجب أن يتشكلوا على حسب الحاجة. كما يحتاج الهلال إلى فرض نظام صارم، يلتزم به اللاعبون المحليون المستهترون بشعار الفريق؛ ممن لا يهتمون بأكثر من استلام راتبه، والتصوير في مواقع التواصل الاجتماعي!! كما يحتاج الهلال إلى أن يتعاضد أعضاء شرفه؛ ليعودوا به لجادة الصواب؛ فابتعاد أعضاء الشرف في الفترة الماضية - إذا ما استثنينا الأمير أحمد بن سلطان - غير مبرر؛ فالفريق كان يحتاج لكل عضو؛ ليقف معه ماديًّا ومعنويًّا. وأخيرًا، وقبل كل هذا، الهلال يحتاج لتغيير الجهاز الإداري بقيادة فهد المفرج الذي أثبتت الأيام أنه لا يصلح للهلال الذي يحتاج لمدير كرة قوي الشخصية، مهمته لا تكمن في تسجيل الحضور والانصراف وإبلاغ أعضاء الشرف بما يحصل في النادي، بل يحتاج لشخص قوي أمين، يحرص على اللاعبين أكثر من أنفسهم، ويحرص على الهلال أكثر من نفسه!