خرج الهلال من بطولة دوري أبطال آسيا على بعد أن تعادل مع أهلي دبي في مباراة الإياب 1 - 1 وخسر في مباراة الذهاب 3 - 2 في مباراتين كانتا في متناول اليد ولكن لسوء الحظ ولبعض الأخطاء الفنية خرج الهلال الذي يحتاج الآن لوقفة صادقة من قبل محبيه حتى لا يتكرر نفس السيناريو الذي مر عليه العام الماضي وأدخله في متاهات ومشكلات استغلها منافسو الهلال وعمقوها بعد أن أصر بعض الجمهور الهلالي على التعامل معه وكأنه توقف على هذه البطولة، ولم يعد له أي مشاركة، بينما كان الواقع يفرض على الهلالي دعم فريقه بكل ما أوتي من قوة، ومناقشة أسباب الخسارة بهدوء وعقلانية حتى يخرج الجميع بآراء تقنع المسؤول عن النادي. اليوم، الهلال خرج من دور نصف نهائي آسيا، وأظن بأن الغالبية كان يتوقع ذلك الخروج منذ نهاية مباراة الذهاب، ولذلك يجب أن يتعامل الهلاليون مع فريقهم على أنه خرج من بطولة وما زال في بداية الموسم، وعليهم أن يدركوا بأن هلالهم اليوم تغير على مستوى الإدارة التي لم يمض على وجودها سوى أشهر معدودة، ولذلك يجب دعمها. أما على الجانب الفني فإننا لا نستطيع إخفاء عيوب مدرب الفريق اليوناني دونيس الذي لم يقرأ منافسه كما ينبغي، وأصر على اللعب بطريقة واحدة درسها مدرب أهلي دبي (كوزمين)، وفهمها وأبطل مفعولها منذ المباراة الأولى، وكان ينبغي على السيد دونيس أن يغير طريقته التي لم يوفق من خلالها في المباراة الأولى، ولكن دونيس أصر على اللعب بطريقته المعتادة، وحينما عدل تلك الطريقة تغير الهلال، وقدم مستوى جيدًا، وعاد للمباراة وسجل هدفين كانت ستوصله للنهائي، ولكن كثرة أخطاء اللاعبين وتراجعهم للخلف في الدقائق الأخيرة من المباراة جعلت الفريق الإماراتي ينتصر، ولو أن دونيس دخل الشوط الأول بطريقته في الشوط الثاني لما تجرأ كوزمين وهاجم الهلال، ولكن تلك الأخطاء الفنية يجب أن يدركها دونيس، ويجب أن يعلم بأن طريقة لعبه أصبحت مكشوفة لكل المدربين، ومن السهل جدًا أن يبطلوها، ولذلك يجب أن تكون لدى الهلال عدة طرق وأساليب تختلف باختلاف المنافس. ويبقى أن نُحمل دونيس جزءًا من خروج الهلال، ولكن ذلك الجزء لا يعطينا الحق في أن نقول بأنه لا يصلح لتدريب الهلال، بل إنه يستحق أن يُمنح الفرصة من جديد، ولكن يجب على إدارة النادي مناقشته في بعض الأمور الفنية. وعلى مستوى اللاعبين، فالأكيد أن (الجهاز الإداري) يتحمل جزءًا من عدم انضباط اللاعبين، ولكان المسؤول الإداري صارمًا مع اللاعبين غير المنضبطين لما تجرأ شراحيلي على الغياب أكثر من مرة! كما أن (تبجيل) بعض الجماهير الهلالية لبعض اللاعبين أصبح عادة سيئة، وهي مرحلة يجب أن تنتهي، فاللاعب الجيد لا بأس أن يُعطى حقه، ولكن يجب يتذكر الجمهور بأن ارتداء شعار الهلال شرف لكل لاعب، وليس للاعب فضل على الهلال مهما كانت نجوميته! لقد كانت نهاية التبجيل الجماهيري وعدم حزم الجهاز الإداري كوارثية، فهذا ديغاو وبسبب رعونته يغيب عن الهلال في أهم مرحلة كان الفريق يحتاجه فيها، وهذا سلمان الفرج وبكل بساطة يحصل على كرت أصفر في مباراة الذهاب أمام أهلي دبي ويغيب عن الإياب، أما شراحيلي فإنه أقدم على خطوة يجب ألا يقتصر العقاب فيها على الإبعاد عن مباراة أهلي دبي، بل يجب أن يُعاقب بأشد من ذلك، ويجب حرمانه من المشاركة، ومن مكافآت هذا الموسم، ويجب الخصم عليه عدة أشهر، فمن لا يحترم شعار النادي يجب ألا يُحترم مهما كانت نجوميته، ومهما كان الفريق محتاجًا له، ويبقى العابد وسالم الدوسري اللذان لم يقدما في هذا الموسم والموسم الماضي ما يشفع لهما، وليتهما يتعلمان من (ذهب الهلال الذي لا يصدأ) النجم الخلوق محمد الشلهوب.