كشف الدكتور جاسر الحربش المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) بأنه قد بدأ العمل مع عدد من الفنادق لإدخال منتجات الحرف اليدوية والصناعات التقليدية في تصاميم وديكورات وأثاث هذه الفنادق. وأكد في الورقة التي قدمها في ورشة عمل (تكامل التنمية السياحية في المناطق)، التي نظمتها الهيئة في أبها مؤخراً بأن برنامج الحرف والصناعات التقليدية (بارع) أهمية هذا المشروع في تحفيز الشراء من الحرفيين السعوديين، ومن الشركات التي سوف تنتج الحرف الوطنية بأيدٍ سعودية. مشيراً إلى أن برنامج (بارع) وقّع اتفاقيات تعاون مع عدد من الفنادق والمنتجعات السياحية لدعم الأعمال والمنتجات الحرفية السعودية من خلال استخدامها في الديكورات الداخلية، وتسويقها في متاجر بيع الهدايا في الفنادق، وإقامة العروض لهذه المنتجات، وتسويق المنتجات الغذائية التراثية للأسر المنتجة في المطاعم التابعة للفنادق، إضافة إلى عدد من وسائل الدعم الأخرى. حيث تم توقيع الاتفاقيات مع كل من: مجموعة الحكير، فندق حياة ريجنسي الرياض، فندق موفنبيك الرياض، فندق المروة ريحان روتانا، فندق روش ريحان روتانا، شركة دور للضيافة، منتجع وسبا الفيصلية، فندق راديسون بلو الرياض، فندق الريتز كالرتون الرياض، فندق فورسيزونز الرياض، فندق الفيصلية. لافتاً إلى أن الحرف اليدوية مشروع اقتصادي وتنموي يعوّل عليه كثيراً في إيجاد فرص العمل والتنمية المحلية مع المحافظة على عنصر ثقافي مهم ومكون أساس في الهوية الوطنية وتعزيز المواطنة والانتماء الوطني. واعتبر الدكتور جاسر الحربش أن تدشين السجل الوطني للحرفيين من أهم مخرجات البرنامج، لأنه الوسيلة الأساسية لتوثيق العمل الحرفي في المملكة من خلال حصر الحرفيين والحرفيات، مشيراً الى أن السجل الوطني هو مشروع نفذ خلال السنتين الماضيين عبر ممثلي برنامج (بارع) في كافة مناطق المملكة ومن خلال فريق تقنية المعلومات بالهيئة. وأوضح الحربش، أن فكرة السجل الرئيسة ليست فقط حصراً للأسماء، وإنما عبارة عن قاعدة بيانات متكاملة تشمل الاسم ورقم السجل المدني والعمر وجنس الحرفي وجميع المعلومات الأساسية لتكون مرجعاً للبرنامج، بحيث يسلم لكل حرفي بطاقة تعريفية يستخدمها في المشاركات ويجري تحديثها بشكل دوري في الوقت الذي جرى تسجيل 1833 حرفياً من الجنسين بالمملكة ووصلنا لهم عن طريق مسؤولي بارع في المناطق وسيكونون الركيزة الأساسية لأي فعالية أو ورش عمل تدريبية، ومشروع استثماري حرفي. وقال بأن عدد المسجلين في السجل الوطني للحرفيين والحرفيات يبلغ حتى الآن 1833 حرفياً وحرفية من مناطق المملكة المختلفة، ففي المنطقة الشرقية تم تسجيل 267، المدينةالمنورة 256، مكةالمكرمة 223، الجوف 185، عسير 156، حائل 148، القصيم 135، تبوك 116، الباحة 97، جازان 87، الرياض 70، الحدود الشمالية 57، نجران 36. وأكد البرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) يُعد تتويجاً لجهود الهيئة في هذا المجال، كما يُعد إطاراً تنظيمياً لنشاط هذا القطاع الحيوي. وأضاف أن العقبة التي كانت تواجهنا هي توفير أماكن ثابتة للحرفيين، حيث عملنا على تقليص تلك العقبة عبر اتفاقيات مع بعض الأسواق لإنشاء أماكن دائمة للحرفيين. هذا بالإضافة إلى اتفاقية بارع مع الضيافة التراثية حيث سيعمل البرنامج بموجب الاتفاقية على توظيف الحرفيين في إنتاج منتجات وتجهيزات التصميم الداخلي لفنادق التراث بحيث تعكس التراث الثري للمملكة والعالم الإسلامي، والتعاون في مخططات التصميم الداخلي المستوحاة من الحرف التقليدية في المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي. وهناك أيضاً جمعيات تتعاقد مع الحرفيين في مختلف مناطق المملكة لعرض منتجاتهم مثل شركة فنون التراث بالرياض، وجمعية الأيدي بجدة، وجمعية حرفة بالقصيم، وجمعية طيبة بالمدينة، وفتاة الأحساء بالأحساء. وهناك أيضاً مركز الحرف والصناعات اليدوية بالبيوت الطينية في مركز الملك عبد العزيز الثقافي حيث انتهت من الفترة الأولى التي كانت متركزة على تدريب الحرفيات. وأشار إلى أنه مؤخراً تم توقيع اتفاقية بين بارع وبعض البنوك لتدريب حرفيات، على حرفة الحياكة والنسيج، لمدة (4) أشهر، حيث يتم تدريبهن على أربع مراحل تدريبية.. ويهدف البرنامج إلى توفير مصدر دخل لهن يساعدهن على توفير متطلبات الحياة. وأعلن عن إصدار «بطاقة الحرفي» وستسلم لجميع الحرفيين المسجلين عبر فروع الهيئة ال (16) في مختلف مناطق المملكة. وأضاف أنه في شهر أكتوبر الجاري سيشارك الحرفيون السعوديون في معرض لدول مجلس التعاون الخليجي في قطر. وأشار إلى أن الحرف والصناعات التقليدية التي تستهدفها إستراتيجية الهيئة تضم 45 مجموعة من الحرف والصناعات التقليدية يتفرع منها قائمة طويلة من المنتجات اليدوية تشمل: صناعة السبح والأحجار الكريمة، المنتجات الفخارية، الخوصيات، الجلديات، الفضيات، الأسلحة التقليدية، المنتجات الحديدية لأغراض الزراعة والنحاسيات والفضيات، وغزل النسيج اليدوي، وصناعة البشوت، والقياطين بأنواعها والأزياء الشعبية، وصناعة الشباك والأقفاص والمزهريات والدلال والأحذية التقليدية، القطران والحلويات الشعبية، والكراسي الشعبية، والصناعات المرتبطة بمواد البناء التقليدية. وأوضح أن الهيئة تسعى إلى تنمية الحرف والأسر المنتجة وتسويق منتجاتها من خلال إقامة مهرجانات وفعاليات وتنظيم معارض وبازارات، بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ومراكز التسوق ودعم مشاركه الحرفيين، إلى جانب تنفيذ مجموعة من الدورات على بعض الحرف والمهن يقدمها متخصصون في مجال الحرف والتنمية البشرية، محققةً بذلك المحافظة على الحرف والصناعات اليدوية من الاندثار والمحافظة على جودة المنتج، كما يقدم البرنامج الدعم المالي من خلال التعاون مع المؤسسات المانحة، مثل بنك التسليف وبعض الجمعيات الخيرية، في حين تهتم الهيئة بالدعم لأصحاب الأفكار والمشاريع الواضحة وفق الشروط والضوابط. وأشار إلى إنشاء مراكز للإبداع الحرفي في مناطق المملكة وصلت حتى الآن إلى 27 مركزاً تمثّل إحدى مبادرات البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية حيث يهدف البرنامج لإيجاد موقع متكامل وشامل ليكون محور العمل الحرفي في المناطق والمدن الرئيسة، ويشمل مركز الإبداع الحرفي على أنشطة متعددة للتدريب وتطوير المنتجات والتسويق والمبيعات لمنتجات الحرف اليدوية، كما يحرص البرنامج على أن إيجاد مراكز الإبداع ضمن المواقع والمسارات السياحية ليتمكن السائح من الاستمتاع بعروض الحرفيين الحية وهم يمارسون حرفهم.