كشف الدكتور جاسر الحربش المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) أن متوسط قيمة واردات المملكة من الصناعات الحرفية يبلغ أكثر من مليار ونصف المليار ريال سنويا، مشيرا إلى ان الإنتاج المحلي من هذه الصناعات يبلغ 250 مليون ريال سنويا. وأبان في الورقة التي قدمها في ورشة عمل (تكامل التنمية السياحية في المناطق)، التي نظمتها الهيئة في أبها مؤخرا أن برنامج الحرف والصناعات التقليدية (بارع) توجه الآن لإدخال الحرف اليدوية والصناعات التقليدية للفنادق، من خلال إدخالها في تصاميم وديكورات الفنادق، وإدخال المنتجات الحرفية في الغرف الفندقية والمفروشات، وذلك حتى نحفز الشراء من الحرفيين السعوديين، ومن الشركات التي سوف تنتج الحرف الوطنية بأيد سعودية. لافتا إلى أن الحرف اليدوية مشروع اقتصادي وتنموي يعول عليه كثيرا في ايجاد فرص العمل والتنمية المحلية مع المحافظة على عنصر ثقافي مهم، ومكون اساس في الهوية الوطنية وتعزيز المواطنة والانتماء الوطني. واعتبر الحربش أن تدشين السجل الوطني للحرفيين من أهم مخرجات البرنامج، لأنه الوسيلة الأساسية لتوثيق العمل الحرفي في المملكة من خلال حصر الحرفيين والحرفيات، مشيراً الى أن السجل الوطني هو مشروع نفذ خلال السنتين الماضيتين عبر ممثلي برنامج (بارع) في كافة مناطق المملكة ومن خلال فريق تقنية المعلومات بالهيئة. وأوضح الحربش أن فكرة السجل الرئيسية ليس فقط حصرا للأسماء، وانما عبارة عن قاعدة بيانات متكاملة تشمل الاسم ورقم السجل المدني والعمر وجنس الحرفي وجميع المعلومات الأساسية لتكون مرجعاً للبرنامج، بحيث يسلم لكل حرفي بطاقة تعريفية يستخدمها في المشاركات ويجري تحديثها بشكل دوري في الوقت الذي جرى تسجيل 1833 حرفيا من الجنسين بالمملكة، ووصلنا لهم عن طريق مسؤولي بارع في المناطق، وسيكونون الركيزة الأساسية لأي فعالية أو ورش عمل تدريبية، أو مشروع استثماري حرفي. وقال: إن عدد المسجلين في السجل الوطني للحرفيين والحرفيات يبلغ حتى الآن 1833 حرفيا وحرفية من مناطق المملكة المختلفة، ففي المنطقة الشرقية تم تسجيل 267، المدينةالمنورة 256، مكةالمكرمة 223، الجوف 185، عسير 156، حائل 148، القصيم 135، تبوك 116، الباحة 97، جازان 87، الرياض 70، الحدود الشمالية 57، نجران 36 حرفيا. وأكد أن البرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) يعد تتويجاً لجهود الهيئة في هذا المجال، كما يعد إطاراً تنظيمياً لنشاط هذا القطاع الحيوي. وأضاف: إن العقبة التي كانت تواجهنا هي توفير أماكن ثابتة للحرفيين، حيث عملنا على تقليص تلك العقبة عبر اتفاقيات مع بعض الأسواق لإنشاء أماكن دائمة للحرفيين. هذا بالإضافة إلى اتفاقية بارع مع الضيافة التراثية حيث سيعمل البرنامج بموجب الاتفاقية على توظيف الحرفيين في إنتاج منتجات وتجهيزات التصميم الداخلي لفنادق التراث، بحيث تعكس التراث الثري للمملكة والعالم الإسلامي، والتعاون في مخططات التصميم الداخلي المستوحاة من الحرف التقليدية في المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي. وهناك أيضا جمعيات تتعاقد مع الحرفيين في مختلف مناطق المملكة لعرض منتجاتهم مثل شركة فنون التراث بالرياض، وجمعية الأيدي بجدة، وجمعية حرفة بالقصيم، وجمعية طيبة بالمدينة، وفتاة الأحساء بالأحساء. وهناك أيضا مركز الحرف والصناعات اليدوية بالبيوت الطينية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي، حيث انتهت من الفترة الأولى التي كانت متركزة على تدريب الحرفيات. وأشار إلى انه مؤخرا تم توقيع اتفاقية بين بارع وبعض البنوك لتدريب حرفيات، على حرفة الحياكة والنسيج، لمدة 4 أشهر، حيث يتم تدريبهن على أربع مراحل تدريبية. ويهدف البرنامج إلى توفير مصدر دخل لهن يساعدهن على توفير متطلبات الحياة. وأعلن عن إصدار "بطاقة الحرفي" وستسلم لجميع الحرفيين المسجلين عبر فروع الهيئة ال 16 في مختلف مناطق المملكة. وأضاف: انه في شهر أكتوبر الجاري سيشارك الحرفيون السعوديون في معرض لدول مجلس التعاون الخليجي في قطر. وأشار الحربش إلى أن الحرف والصناعات التقليدية التي تستهدفها استراتيجية الهيئة تضم 45 مجموعة من الحرف والصناعات التقليدية يتفرع منها قائمة طويلة من المنتجات اليدوية تشمل: صناعة السبح والأحجار الكريمة، المنتجات الفخارية، الخوصيات، الجلديات، الفضيات، الأسلحة التقليدية، المنتجات الحديدية لأغراض الزراعة والنحاسيات والفضيات، وغزل النسيج اليدوي، وصناعة البشوت، والقياطين بأنواعها والأزياء الشعبية، وصناعة الشباك والأقفاص والمزهريات والدلال والأحذية التقليدية، القطران والحلويات الشعبية، والكراسي الشعبية، والصناعات المرتبطة بمواد البناء التقليدية. وأوضح أن الهيئة تسعى إلى تنمية الحرف والأسر المنتجة وتسويق منتجاتها من خلال إقامة مهرجانات وفعاليات وتنظيم معارض وبازارات، بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ومراكز التسوق ودعم مشاركه الحرفيين، إلى جانب تنفيذ مجموعة من الدورات على بعض الحرف والمهن يقدمها متخصصون في مجال الحرف والتنمية البشرية، محققةً بذلك المحافظة على الحرف والصناعات اليدوية من الاندثار والمحافظة على جودة المنتج، كما يقدم البرنامج الدعم المالي من خلال التعاون مع المؤسسات المانحة، مثل بنك التسليف وبعض الجمعيات الخيرية، في حين تهتم الهيئة بالدعم لأصحاب الأفكار والمشاريع الواضحة وفق الشروط والضوابط. كما أشار إلى إنشاء مراكز للإبداع الحرفي في مناطق المملكة وصلت حتى الآن إلى 27 مركزا تمثل إحدى مبادرات البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية، حيث يهدف البرنامج لإيجاد موقع متكامل وشامل ليكون محور العمل الحرفي في المناطق والمدن الرئيسية، ويشمل مركز الابداع الحرفي على أنشطة متعددة للتدريب وتطوير المنتجات والتسويق والمبيعات لمنتجات الحرف اليدوية، كما يحرص البرنامج على إيجاد مراكز الابداع ضمن المواقع والمسارات السياحية ليتكمن السائح من الاستمتاع بعروض الحرفيين الحية وهم يمارسون حرفهم.