يموتُ الأقوياء ممدّدين على الأرض بعد أن علّقوا على الورق أمنياتهم وغطُّوا الدفاتر بالمخاوفِ الدافئة, مُلوِّحين لكل قارئٍ بالميتين حتى اختارهم الملاذ الأخير، فانحنى من بعدهم القلم.. لم يكن بالإمكان تجنّب هذه المَشاهد وهي تترصّد عودة النائم لسريرهِ! * * * كلما تأخّر وعدُ الصباح وباتت الشمسُ في سباتٍ عميق أحدّق في الراحلين الذين احتفى بهم التراب وغطّى ملامح دفئهم بالكفنِ ثم اغتسل ليقضي نَومَته الهانئة يعاشرُ صمت الطبيعة ل تدسّ في أعماقها سِرّ هذا الملكوت.. * * * كَ كُلّ جميلٍ نفقدهُ دونما سبب ظاهر يأتِنا نبأُ الفقدِ بِصمتِ أشياءِ يمكن لها أن تتكلم ولكنها اختارت ألا تفعل! * * * نُشعلُ الضوء عندما يطفئهُ آخر نحزن كثيراً حين يركضُ من نحبّ للموت قبلنا وحدهُ البياضُ يصبح لغزاً غامضاً إذا حلّ الموت * * * هُنَيْهَتُها لا أحد سَيختارُ قبرهُ يعبُرون بيننا صامتين صامدين نحملهم فوق أكتافٍ مُقَوّسة باليقين والأطفالُ يغنّون حول السوّاد لِشرحِ الفجيعةِ إذا كبروا! * * * سَيجِيئ الموت يشقّ الأرض الواسعة برحمةِ اللهِ الأوسع كَوشاحٍ يليقُ بها / وبنا ويبقى الحوار الذي بيننا ألواحٌ صامتة لِ لحظاتٍ معدومة هذا العالم يشبه الآلة المُعقّدة أمام كُتَلٍ من الأحزان ننامُ على وجعٍ و نصحو على فُجَع * * * أحسُّ بِلذّة الدنيا أطبقُ ورقتي وأرحل .. فالموت مُرافِقٌ أصمّ لا نختاره ولا يختارنا ولكن النهاية أختامٌ تَآكَلَتْ حروفها ... * * * الموتُ صدمةٌ ذات شجن وعاطفة خارج منظور المأساة وأحياناً هو لوحةٌ بها نهرٌ كبيرٌ يصبُّ أسفلَ النافذة ولا ينضب! * * * مراسِم الحداد جثث تزيّن الكراسي بِ ذرةِ أدمعٍ و بخور وأنوفٌ مسدودةٌ يدفعها الواجب وتصفيف سواد في رعاب الرؤى وكوة تحلِبُ من خطانا الرحيل و تسقي الخواتيم لغز النوى.