لم تستثن فرق الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة والحصبة الألمانية التى نفذتها وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف اليمن الأسبوع الماضي أطفال ميليشيا الحوثي المنتشرين في مختلف الجبهات في عدة محافظات يمنية من لقاح التحصين، حيث حرصت فرق التحصين ومن منطلق عملها الانساني والمحايد على أن تستهدف كل الاطفال في سن 6 أشهر وحتى 15 عاما في 62مديرية تتوزع على 17 محافظة والبالغ عددهم نحو (2,659,118 ) يمثل أطفال الميليشيا الملتحقين في جبهات القتال نسبة كبيرة منهم . اذ تفيد المعلومات أن الأطفال الذين يقاتلون في صفوف المتمردين الحوثيين وجماعات مسلحة أخرى باليمن ، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 15 عامًا ، بحسب اليونيسيف، يشكلون ما يصل إلى ثلث جميع المقاتلين في اليمن. ويعلق محمد سعيد نعمان على قيام فرق التحصين في محافظة إب بمنح اطفال ميليشيا الحوثي لقاح الحصبة بالعمل الانساني، غير أنه قال « يمنحونهم الحياة بقطرات اللقاح كي يقتلونهم برصاص أسلحتهم « في وصف لما تقوم به فرق التحصين من عمل انساني بمنح اطفالنا اللقاح لوقايتهم من الامراض القاتلة، في الوقت الذي تقوم الميليشيا بقتل ابناء شعبنا في كل مكان بتوجيه رصاص أسلحتهم على صدورهم . ويؤكد المحلل السياسي إسماعيل لطف أن أطفال الميليشيا لا يحملون سوى ثقافة القتل والتطرف وسلوك العنف بدون هدف،كونه قد تم غسيل عقولهم وحشوها بالفكر الظلامي المحرض على القتل واعتبار من لا يقف في صف الجماعة ويؤيدها ظلالي وداعشي ومباح دمه وقتله. هذا وكان أفراد من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قد اسروا في عدة محافظات«عدن ولحج والضالع ومأرب والجوف وتعز والبيضاء» خلال المعارك في الأسابيع والأشهر الماضية العشرات من الأطفال الذين يقاتلون في صفوف الميليشيا الانقلابية، معظمهم لم يتجاوز أعمارهم13 عاما، وبعد أن سئلوا عن سبب تواجدهم في جبهات القتال ولماذا يقاتلوا اتضح أنهم يقاتلون دون أن يعرفوا الهدف الذي يقاتلون من أجله. ويرى الناشط الحقوقي عبدالجليل عبده أن منح أطفال الميليشيا لقاح الحصبة وهو في الأساس لا يعطى إلا لمن هم دون سن 15 عاما دليلا يدين جماعة الحوثي في استمرار الزج بالأطفال في جبهات القتال في تحد صارخ للقانون الدولي الذي يجرم هذا العمل.. مطالبا في الوقت نفسه المنظمات الدولية باتخاذ كل ما من شأنه لحماية أطفال اليمن من الانتهاكات المستمرة التى يمارسها الحوثيون بحق أطفالنا أن كان بحصارهم وقتلهم جوعاً أو بالآثار السلبية الناتجة عن الخوف والهلع بسبب أعمال العنف والقتل التى تتم حولهم أو بزجهم في الصفوف الأمامية كدروع بشرية ووقود رخيصة للحرب التى يخوضونها. الأخصائية الاجتماعية في منظمة المحبة لرعاية الطفولة ليلي محمد تقول إن أعداد كبيرة من أطفال اليمن خاصة من عايشوا أحداث الحرب عن قرب أو قاتلوا في جبهات القتال سيحتاجون الى جلسات مكثفة في العلاج النفسي كي يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، وهي عملية ليست بالسهلة، خاصة وأن المجتمع اليمني لا يعطي هذا النوع من العلاج اهتماماً. مشددة على ضرورة تبني السلطات المحلية وبالتنسيق مع المجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية بالطفولة في الفترة القادمة برامج في هذا الجانب كي نحمي مستقبل أطفالنا من الضياع.