عدّ المستشار والباحث في الشئون الإسلامية والاجتماعية الأستاذ سلمان بن محمد العُمري الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وثيقة مهمة حاملة لمعاني عظيمة ومضامين وملامح العمل في المرحلة المقبلة، كما تحمل في ثناياها رؤى مستقبلية لمسيرة الخير والعطاء والنماء في البلاد، راسمة ملامح الطريق لدولة عصرية، مع التأكيد على الثوابت الأساسية وتعزيز للوحدة، وترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية ونبذ العنصرية. وأكد سلمان العُمري أن كل محتوى من الكلمة السامية تحمل رسالة بليغة وصريحة واضحة لاهتمامه ورعايته بالوطن وأبنائه وذلك حينما يقول: وهو إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وأتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن، ولقد وجهت سمو وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق باستقبال المواطنين والاستماع لهم ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات تخدم الوطن والمواطن، وتوفر أسباب الراحة لهم. كما يؤكد الملك المفدى على حرصه على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات. وإن للإعلام دوراً كبيراً وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في دعم هذه الجهود وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع، فالواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية. ويشير العُمري أن حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جاء وفق ما أمرَ الله -عز وجل- هذه الأمة بالاعتصام والوحدة، ونبذ التمزق والفرقة، فقال -عز من قائل سبحانه- {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، والأخوة الإسلامية ووحدة الدين والعقيدة أمر واجب، كما قال -تعالى-: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، ومن أصول الشرع تحريم النيْل من أعراض المسلمين، ولكن داءً دبّ في جسد الأمة منذ أمد بعيد تعاوده آلامه وأضراره بين حين وآخر، ألا وهو داء الفرقة والاختلاف والنزاع، بل وأدهى من ذلك حتى في الجماعة الواحدة ظهر عارضٌ جديد وبلاءٌ مشين، ألا وهو داء «التصنيف».. هذا الداء الذي انتشر في أوساط فئة من الناس يُحسب أنهم من البعيدين عن هذا الأمر، إلا أنهم -وللأسف- لم يتورعوا في التصنيف والتشكيك والتبديع والتفسيق، ليس بإثبات قولي أو فعلي، بل بترصُّد وتتبُّع للزلات، وربما التأويل والاجتهاد، والشُّبه الواهية البغيضة القائمة على الوساوس النفسية، والنفوس المريضة الموبوءة بالحسد والكراهية. وحذّر المستشار والباحث الاجتماعي الأستاذ سلمان العُمري من داء التشكيك وسوء الظن بالآخرين وهو مرض من الأمراض التي تفشّت وبشكلٍ كبير لدى كثير من فئام الناس مما يؤكد أن أصحابها هم من المرضى النفسانيين.