لم يعد الأمر خياراً وليس تفضيلاً لمواقف سياسية أو تفاهمات مع دول وأنظمة أكدت الأحداث تورطها في دعم المليشيات الإرهابية إذ إن العالم يتحد بقوة لمواجهة الارهاب مثلما بدأت بوادره الان. ومع أنه ظهرت المنظمات والجماعات الارهابية في الواجهة إلا أن الدول الكبرى والإقليمية المحورية عربياً تعلم تماماً أن هناك دولاً وأنظمة تدعم هذه المنظمات الإرهابية. أمس أطلق من المملكة العربية السعودية وبالتحديد من جدة تكتل إقليمي بمشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية ومشاركة دول مجلس التعاون ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا. هذا التكتل الذي سيكون رديفاً هاماً ومؤثراً للتكتل الدولي الذي صاغه الحلف الأطلسي في اجتماعه الأخير في ويلز في بريطانيا، والذي تشارك فيه أمريكاوفرنساوبريطانيا وأستراليا والدنمارك والنروج وإيطاليا وتركيا وألمانيا وبولندا مع إمكانية انضمام دول من أوروبا الغربية. تحالفان وضعا إستراتيجية واضحة والتي كشف عنها الرئيس باراك أوباما في حديثه الموجه للمواطنين الأمريكين وللعالم أجمع، وهو ما ناقشه مع قادة الكونجرس الأمريكي والذي سيعتمد في اجتماعات جدة مثلما اعتمد في اجتماعات ولز. الإستراتيجية كما وضح من حديث أوباما للأمريكيين والعالم، بأنها ستبدأ في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي كبداية دون إغفال باقي التنظيمات الارهابية، بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية والمذهبية والعرقية، ولكي تكون المواجهة مجدية وفعالة فقد أعدت الدول المتحالفة سواء في التكتل الاقليمي والدولي برامج لدعم القوات العراقية الحكومية وقوات الباشمركة وتدريب وإعداد قوات العشائر العربية السنية لمحاربة عناصر داعش وطردها من الأراضي العراقية، ولهذا فقد تم اشراك العراق في اجتماعات جدة، وشارك وزير الخارجية الجديد إبراهيم الجعفري، ومشاركة العراق في هذا الاجتماع مؤشر إيجابي ويدلل على أن التعامل مع الحكومة العراقية وتعاملها مع محيطها الاقليمي وبالذات العربي سيشهد تغيراً لابد وأن ينعكس إيجابياً في قدرة التكتل الاقليمي في القضاء على المنظمات الارهابية والبداية بداعش الذي استفحل خطره، كما ستقوم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، وبالذات فرنساوبريطانيا، بتوجيه ضربات جوية مكثفة لمواقع وتجمعات داعش في العراق وحتى سورية، كما أن الدول الإقليمية ستقدم الدعم اللوجستي والمادي والمعلومات الاستخبارية، وهناك أحاديث عن استعمال أراضي الدول المجاورة لتدريب قوات العشائر العربية العراقية وتقديم الأسلحة والدعم اللوجستي لها. في المرحلة القادمة سيتم متابعة عناصر داعش داخل سورية إضافة إلى التنظيمات الإرهابية الأخرى بما فيها قوات بشار الأسد. أمريكا والمملكة العربية السعودية اللتان تقودان التحالف الإقليمي يصران على أن يكون عمل دول التحالف صادقاً حقيقياً لدحر الإرهاب وليس وضع قدم في التحالف وقدم في معسكر الإرهاب مثلما تقوم به إيران ونظام سوريا، ودولتان مشاركتان في التكتل الإقليمي إلا أنهما أبلغا بتحديد موقفهما.