في تطور جديد للتوجه الدولي لمكافحة الإرهاب، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسل، إن مناقشات مكثفة في الاجتماع الدولي الذي انعقد، الخميس (11 سبتمبر 2014) في جدة دارت حول ما إن كان يجب توسيع الحملة لتشمل جماعات إسلامية أخرى وليس فقط تنظيم "داعش". وهذا مطلب سعت إليه دول عربية خليجية مناهضة للإسلاميين بقوة مثل دولة الإمارات، وفق ما نشرته وكالة "رويترز" الجمعة التي نقلت تصريحات الوزير اللبناني. ولم يتضح ما هي تلك الجماعات، غير أن الإمارات ودول أخرى في المنطقة كمصر تعتبر أن جماعة الإخوان المسلمين من المنظمات الإرهابية. وطالب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في كلمته أمام الاجتماع الدول المشاركة بدعم مصر في معركتها ضد الإرهاب، وقال إن "دحر الخطر الإرهابي في مصر وفى كل البلدان التي أطل عليها الإرهاب بوجهه القبيح يتطلب دعم حلفائنا وأصدقائنا المشاركين في اجتماع اليوم، فليس من المنطق في شيء أن نحشد مواردنا لهزيمة داعش، بينما تحجب هذه الموارد عن مصر وهى تخوض معركة ضد ذات العدو المشترك على أراضيها". واعتبر شكري أن جماعة "الإخوان المسلمين" مثلت دوماً العباءة الأيديولوجية التي خرجت من تحتها الجماعات الإرهابية على مختلف مشاربها. وجاء ذلك خلال الاجتماع الذي حضره وزراء خارجية عدة دول عربية إضافة إلى تركياوالولاياتالمتحدة في جدة، الخميس (11 سبتمبر 2014) والذي هدف لتشكيل تحالف دولي لمحاربة "داعش". ومن ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، أن المملكة قد تعيد فتح سفارتها في بغداد المغلقة منذ الغزو العراقي للكويت 1990، في خطوة لدعم التعاون بين البلدين لمكافحة تمدد التنظيمات الإرهابية، ولا سيما "داعش". وقال الفيصل إن مبنى السفارة قد يحتاج لإعادة تجديده، فيما رد عليه نظيره العراقي، إبراهيم الجعفري، مرحبًا بأن إعادة فتح السفارة سينعكس بصورة جيدة على العلاقات. ويبدو أن محادثات جدة انتهت إلى كسب الولاياتالمتحدة الدعم من 10 دول عربية هي مصر والعراق والأردن ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الست لتشكيل تحالف لمحاربة "داعش" الذي سيطر على مساحات غير قليلة من العراق وسوريا. وقال كيري إن الدول العربية ستقوم بدور حاسم في التحالف، لكنه أضاف أنها لم تتحدث عن إرسال قوات برية. وقال مسؤولون أمريكيون إن كيري طلب تصريحا بمزيد من الاستخدام للقواعد في المنطقة وتحليق مزيد من الطائرات في أجوائها وهي أمور لم يرد لها ذكر في البيان الختامي للاجتماع. وقال مسئولون أمريكيون- لم تذكر "رويترز" أسمائهم- أن كيري سيحث أيضا شبكات تلفزيونية إقليمية وخاصة تلفزيوني "الجزيرة" و"العربية" على بث مواد مناهضة للتطرف. وسيطالب الحكومات في المنطقة بحث المساجد على مناهضة تنظيم "داعش" في الخطب. ورغم مشاركة تركيا في المحادثات إلا أن البيان لم يشر إليها، وهو ما أرجعه مسؤول تركي كبير إلى الحساسيات الخاصة بأن مقاتلي التنظيم يحتجزون 46 رهينة تركية. وقال المسؤول إن تركيا ستبحث احتياجات التحالف مع كيري أثناء زيارته لأنقرة التي يبدأها الجمعة.