وإن بدأ متأخرًا يظهر في الأفق تكوين تكتل إقليمي دولي لمواجهة الإرهاب والبداية ستكون في التصدي لتنظيم داعش الذي استشرى شره وتفاقم خطره، فبالإضافة إلى تهديده الجدي للعراق وسورية اللتين انهى حدودهما وإقامة ولاية مشتركة (ولاية الفرات) على أراضي سورية وعراقية ويُهدِّد بتوسعه إلى دول أخرى كالأردن ولبنان. العرب وافقوا على الانضمام للتكتل الدولي وأقر ذلك وزراء الخارجيَّة العرب في ختام اجتماعاتهم أمس الأول في القاهرة ووفقًا للبيان الختامي للاجتماع شدد الوزراء المجتمعون على منع الإرهابيين من الاستفادة بشكل مباشر أو غير مباشر من المدفوعات الماليَّة سواء التي تأتي من مدفوعات الفدية أو من التنازلات السياسيَّة مقابل إطلاق سراح الرهائن. دوليًّا تترقب الأوساط الدوليَّة والإقليميَّة إعلان الرئيس باراك أوباما لخطة التحرك ضد داعش التي سيتم إعلانها مع الذكرى الثالثة عشرة لاعتداءات 11 سبتمبر، وهو ما يلامس وجدان الشعب الأمريكي الذي يسعى أوباما إلى تأييد خطته التي كشف عن أنها ستشهد الانتقال إلى نوع من الهجوم في الحرب ضد داعش مستبعدًا خيار التدخل البري في العراق كما حصل عام 2003 وأيْضًا استبعد ذلك في سورية إلا أن التدخل الأمريكي سيكون من خلال شن هجمات جويَّة مؤثِّرة ودعمًا لعمل القوات العراقية والكردية التي تخوض حربًا ضد داعش. المصادر الإعلاميَّة والسياسيَّة القريبة من البيت الأبيض والكونغرس ووزارتي الخارجيَّة والدفاع الأمريكيتين تقول: إن خطة أوباما تعطي دورًا مهمًا للحلفاء في التكتل وخصوصًا الدول الإقليميَّة التي ستقوم بدور مهم في تقديم الدعم والإسناد الجوي وتوفير مراكز التدريب ومراكز لإطلاق الغارات الجويَّة والتدخل المباشر في حال حاول تنظيم داعش اختراق حدود دول مجاورة للعراق وسورية. ومع كل هذه الخطط وحتى تستبعد تدخل قوات بريَّة من خارج العراق وسورية، سيتم الاعتماد على تطوير القدرات القتالية للقوات العراقية الحكوميَّة ورفع كفاءة قوات البشمركة وتنظيم وتسليح وتدريب العشائر العربيَّة السنية في المحافظات الست وسيتم دعم هذه العشائر وإعطاءها دورًا أساسيًا وفتح مراكز التدريب لعناصرها داخل العراق وفي الأردن مع تقديم الأسلحة لها وضمان الاعتراف بها من قبل الحكومة العراقية المركزية من خلال ضمانات من التحالف الدولي وبالذات الولاياتالمتحدةالأمريكية. الشيء الذي لفت انتباه المحللين قول الرئيس الأمريكي في حديثه مع شبكة (ان بي سي نيوز) أمس الأول: إن خطة مواجهة تنظيم داعش ستستمر ثلاثة أعوام ومعنى هذا أن هذه المواجهة ستطول وإن المنطقة ستشهد تغيّرات عديدة ومن أهمها تصفية الأنظمة والدول التي تدعم الإرهاب والتي تُؤدِّي أعمالها القمعية إلى ظهور التنظيمات الإرهابيَّة والتطرف ولهذا فإنَّ مخطط دحر داعش واستيعاب التنظيمات المتطرفة تتَضمَّن مواجهة وإضعاف المليشيات المتطرفة مهما كان انتماؤها الطائفي. وان التحرك يستلزم أضعاف المنظمات المذهبية من المكون الآخر كحزب الله والمليشيات العراقية الطائفية والحوثيين إضافة إلى تنظيمات داعش والقاعدة وجبهة النصرة والمليشيات الأخرى في شمال إفريقيا.