كُنا في مأزق الامتحانات وما في حكمها، حتى جاءت الإجازة وما فيها من الفراغ، ولنعلم بأن الإجازة والفراغ عينان في رأس القضية لا بد وعلى أهل الأقلام التنبيه عنها، لأنها سبب تحول الشاب من النجاح المدرسي إلى الفشل والضياع المستقبلي، ولقد رأينا شبابا كانوا من المتفوقين علميا ولكن الإجازة والفراغ لا ترحم من يتلاطف معها أو يتماشى على حرياتها فلديها قرارات بدون امتحانات، وبذلك علينا جميعنا من طلبة علم ومن كُتاب ومن أصحاب رأي النظر بهذه القضية ومسايرتها وإيجاد حلول لها. قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ) رواه البخاري. ولذلك فقد يكون الفراغ نعمة كما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم - باغتنام أوقاتهم في المراكز الصيفية أو البرامج المفيدة أو الأنشطة الرياضية وغيرها مما يكون فيه فائدة لتنظيم الوقت بها، ولا يعقل أن يكون الشاب بين سهر ولعب ونوم وهذا هو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم ونبه إليه قال: (لا تزولا قدما ابن أدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما عمل) ولسياق حديث النبي صلوات ربي وسلامه عليه - كلام للألباني في السلسلة الصحيحة قال: اثنان من الخمسة - عن الزمان بماذا قضيته، وبماذا أزجيته، ولوقت الشباب خصوصية، لذا نص عليه صلى الله عليه وسلم فقال (وعن شبابه فيما أبلاه) أ ه ولعلنا في آخر السياق نعرج على أهمية التوعية في مدارسنا ومساجدنا وصحفنا ومواقعنا على تكوين بيئات صالحة لشباب مجتمعنا من مراكز رياضية ومراكز صيفية ومراكز رمضانية وحث الشاب للالتحاق بالبرامج والاستفادة منها وترغيبهم بالجوائز وغير ذلك. وعلى أهل الأقلام البيضاء وأصحاب المنابر أهمية عظمى حيال حل لهذه القضية وقياس أبعادها على المجتمع فصلاح الشاب صلاح للمجتمع وخرابه خراب للمجتمع.