الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان ، وهي مليئة بالمصائب، والأكدار والأحزان، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155]. ولقد فجع معالي الدكتور اسماعيل البشري بوفاة أبنائه الخمسة افنان وابرار وسلطان واحمد ومحمد في حادث سير يوم السبت الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى 1435ه، عقب عودتهم من الإمارات، وأمام ناظري والديهم، فأقول له معزياً ومواسياً وداعياً: إنا لله وإنا لله راجعون، آجرك الله في مصيبتكم - إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل، وأسأل الله أن يرحم أمواتكم ويغفر لهم وأن يفسح لهم في قبورهم ، وينوّر لهم فيها، وأن يدخلهم برحمته فسيح جنته ، وأختم ذلك بأبيات قلت فيها: هذي الحياةُ وما أقسى عواديها في كل يوم تجرعنا مآسيها إن النفوس لها آجال قد كتبت إن حان موعدها فالموت يطويها سهم المنية في الأرواح منطلق في كل يوم دموع الحزن ترويها وسنة الله في الأكوان ثابتة وسنة الله في الأكوان يجريها هي المقادير والآجال نافذة كل الخلائق كأس الموت ساقيها يا آل بشري إن الخطب أفجعنا وأحزن الناس قاصيها ودانيها مشيئة الله حلت وهي حاكمة لا تستطيع لها الألباب توجيها فحادث السير للأبناء كدرنا غابت نفوس وماتوا كل من فيها أبرار.. أحمد مع أفنان قد رحلوا كذا محمد مع سلطان تاليها إن الفجيعة في الأبناء مؤلمة مصيبة أنست الثكلى مآسيها في ذمة الله أكباد لكم قطعت وودعت في طريق الموت أهليها هول الفجيعة أغشى الوالدين أسى كأنما الأرض قد دكت رواسيها مشاهد تقشعر جلود عند رؤيتها أبناؤهم فقدوا يا هول رائيها تكدر الأهل والأصحاب لا جزع لواعج الحزن تبدو من مآقيها تحدر الدمع والأكتاف تحملهم وفي القلوب لهيب كاد يدميها الموت حق وكل راحل أبداً وتلك موعظة للناس نهديها نهاية العمر جسم لف في كفن وكل نفس سيأتي يوم ناعيها هي المنية لا طب سيدفعها وإن دفعت من الأسباب غاليها يا آل بشري صبراً في مصابكم مثوبة الصبر رب البيت يوفيها و أسأل الله في الفردوس يجمعكم فهي المفاز وما أحلى مراقيها مع النبيين والأصحاب جيرتكم يا رب هيئ لهم نزلاً في أعاليها صلى الإله على المبعوث سيدنا والحمد لله أولها وتاليها