اختطف الموت أخي "فهد بن إبراهيم السيف" الذي خيمت فيه سحائب الحزن في دواخلنا حتى أصبحنا ننظر لكل شيء وقد اكتسى ثوباً أسود بعد سماع خبر وفاته، ننكر الخبر ولا نصدقه، ولكنه الموت الذي لا ملاذ منه ولا مهرب، لقد خطف الموت أخاً لي؛ لا والله بل أب آخر، فإن الفاجعة مصيبة كبيرة انهمرت إثرها دموع الفجيعة التي اختلطت بدموع الذكرى المؤلمة لتثير لواعج القلب وتصدع القلب بهذه الحقيقة المرة، أناس كنا نحبهم رحلوا وتوسدوا التراب، هم أحياء في قلوبنا وفي ذاكرة المكان وإن كانوا قد تركونا بأجسادهم ورحلوا عنّا. إن فقد الأحبة خطب مؤلم وحدث موجع، فهو يمزق القلب ويصدع له الفؤاد، وأمر مهول تتفتت له الكبود. فقد ضجت منازلنا بالبكاء والعويل على رحيله، في هذه الحالة يشعر الإنسان بأنه عاجز أن يكتب أو أن يسطر ما بداخله، ويشعر وكأن عقله قد عجز عن التفكير من كبر حجم هذا المصاب الجلل، لقد رحلت يا أخي والموت حق، نعم للموت هيبة عندما تفقد رجلاً تقياً، كريماً، نبيلاً، خيراً، عرف عنه طيب الخلق، ولين الجانب، وبشاشة الوجه. نعم رحلت أخي وخلفت وراءك أباً حزيناً يرثى لحاله من هول ذلك الخبر وشدة وقعه على نفسه. بُنَيَّ الذي أهدتهُ كفَّاي للثَّرَى فيا عزَّة َ المهدى ويا حسرة المهدي وقد ترك وراءه زوجته المسكينة التي كان لها نموذج الزوج المثالي والأب بعد وفاة أبيها - رحمه الله - وترك ابنته الوحيدة في مقتبل حياتها وفي عمر الزهور، والتي كانت دائما تنظر إليه نظرة أب وأخ، بل نظرة تمثل الحياة بأكملها. ترك لنا مئات الذكريات التي تملأ عقولنا وقلوبنا، فقد اختفى فجأة دون سابق إنذار، وهذا دأب الموت دائما يأتي على حين غفلة ولا يفرق بين كبير ولا صغير. فيارب إن "فهد" في كفالتك وفي ضيافتك فهل جزاء الضيف إلا الإكرام والإحسان ؟ وأنت أهل الجود والكرم والإحسان. لقد رحلت وتركت أثرا وذكرا طيبا وسمعة مضيئة وعملًا صالحاً بإذن الله. وعزاؤنا فيما خلف وراءه من سمعة ومكانة عالية وأثر بالغ في نفوس الأعداد الهائلة التي أدت الصلاة عليه وشهدوا دفنه ورفعوا أكف الضراعة بالثناء عليه والدعاء له والناس شهداء الله في أرضه. اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعالا لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تسكنه الفردوس الأعلى من الجنة،