لو عدنا للوراء لوجدنا أن الأندية لدينا في الدوري السعودي في مختلف الدرجات تدور في فلك قضية مزمنة استنزفت الكثير والكثير من المادة ومن خزائن هذه الأندية، ورغم ذلك لازالت تبحث عن هويتها الضائعة لكونها فشلت فشلاً ذريعاً. إن هذه القضية المزمنة هي الإبقاء على المدربين سواءً أجانب أو محليين، وبالذات الأجانب لكونهم أكثر تواجداً في أنديتنا. وبنظرة سريعة نجد أنه في هذا الموسم تم إقالة أكثر من 10 مدربين وأصبحت إقالة المدربين قضية مزمنة لدينا في كل موسم رياضي. وحبذا لو أن الأندية تعطي هذا المدرب الفرصة الكافية لإثبات وجوده وفرض أسلوبه ونهجه التدريبي على الفريق الذي يدربه. ولو عدنا للوراء لوجدنا أن هناك دولاً سبقتنا في مضماركرة القدم لا تنهي عقد المدرب بمجرد هزيمة أو هزيمتين أو أكثر.. إيماناً منها أن النتائج المميزة لا تأتي بين ليلة وضحاها.. الأندية لدينا استقدمت مدربين عالميين لهم باعهم الطويل في عالم التدريب، حيث سبق لهم أن دربوا منتخبات بلدانهم وفرقاً عالمية، ولكن مع الأسف نحن مصابون بداء استعجال النتائج والبحث عن البطولات من أقصر الطرق.. ناسين أو متناسين أن المدرب كذلك يهمه الفوز والحصول على أي بطولة لأنها تصب في مصلحته وارتفاع أسهمه التدريبية، ومن غير المعقول أن كل هؤلاء المدربين الذين مروا على هذه الأندية لم ينالوا رضا الإدارة أو اللاعبين أو الجماهير حقاً إنه شيء غير معقول ومحيّر في الوقت نفسه. صحيح المدرب له أخطاء مثله مثلنا والخطأ دليل العمل، أليس من الأفضل لو أعطي هذا المدرب الذي صرف عليه آلاف الدولارات أقول لو أعطي الفرصة الكافية حيث ان البطولات والنتائج لا تأتي بالسرعة التي يظنها بعض منا!! ومن وجهة نظري الشخصية أقول: إن الاستقرار التدريبي شيء مهم بالنسبة لأي ناد ومطلب لابد منه بشرط أن يكون هناك مناخ صحي يساعد المدرب على بلورة أفكاره وقدراته التدريبية وإخراجها إلى حيز الوجود. هنا تبادر إلى ذهني أكثر من سؤال يا ترى من المسؤول عن إنهاء عقود المدربين؟ هل هو فشلهم أو سوء الاختيار من قبل أناس أرسلتهم إدارة النادي للتعاقد مع مدربين وهم أصلاً لا يفقهون في الرياضة، وأكبر دليل على ذلك ما حصل لأحد الأندية لدينا احضروا مدربا يقولون: إنه لم يرتق لطموحاتهم وانه.. وانه.. وأخيرا هاهم سوف يدفعون لهذا المدرب مبلغا وقدره حوالي ثمانمائة ألف ريال والخاسر الأكبر بدون شك النادي. وربما يكون ذلك على حساب رواتب اللاعبين والعاملين في النادي.. أيضاً لا ننسى دور السماسرة الذين لا هم لهم سوى الحصول على الحسبة حسب الاتفاق والرازق الله عزَّ وجلَّ. من غيب هؤلاء اللاعبين هناك لاعبون فقدتهم الملاعب السعودية كان لهم صولات وجولات عبر المستطيل الأخضر صفق لهم الجميع وذلك من خلال عطائهم ونجوميتهم.. ولكن مع الأسف الشديد كان معظم هؤلاء ضحايا الإصابات وبالذات (الرباط الصليبي). هذا القول الذي غزا ملاعبنا وراح ضحيته الكثير من اللاعبين الذين غادروا الملاعب الرياضية وهم في قمة عطائهم.. وقد كان لي وقفة مع بعض من أبناء الليث الأبيض وكان النقاش يدور حول غياب بعض لاعبي الفريق الأول، يأتي في مقدمتهم اللاعب عبدالله الشهيل الذي طال غيابه بسبب الإصابة حسب ما سمعنا، ولكن بكل صراحة أصبح غياب الشهيل لغزا محيرا للشبابيين، فالشهيل مازال يملك الكثير والكثير من النجومية والعطاء والموهبة والإصرار في تقديم شيء بعد التوفيق من الله عزَّ وجلَّ.. فقط اعطوه الفرصة إذا كان عذر الإدارة انه مصاب.. أقول هناك لاعبون مصابون إصابات كادت أن تقضي على حياتهم الرياضية ورغم ذلك عادوا للملاعب بعد الشفاء وكلهم حيوية وهاهم ينثرون إبداعاتهم عبر المستطيل الأخضر.