احتضن مهرجان الأسر المنتجة الثالث بمركز القصب التابع لمحافظة شقراء إبداع أكثر من 30 امرأة سعودية بمختلف الأعمار، عرضن أنواعاً من الحرف التقليدية والصناعات اليدوية الشعبية من خلال الممارسة اليومية والالتحاق بالدورات التدريبية التي يقدمها مركز التنمية الاجتماعية النسائية التطوعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية بشقراء، للنهوض بمستواهن في مختلف المجالات التي تعينهن على كسب لقمة العيش، ودعم المواهب الوطنية والتسويق لمنتجاتهن. جاء ذلك في المهرجان الذي أقيم مساء أمس برعاية حرم سمو أمير منطقة الرياض صاحبة السمو الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود بن عبدالرحمن،وبحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وعضو مجلس الشورى الدكتورة هيا المنيع،ومديرة مركز التنمية الاجتماعية النسائية التطوعية بشقراء سارة الخنيفر، وحرم رئيس مجلس لجنة التنمية الاجتماعية الدكتورة مضاوي الشعلان، والعديد من المهتمات بالعمل الخيري والإنساني، وعدد من الأسر. وقامت الأميرة مشاعل بنت محمد بقص شريط افتتاح المهرجان الذي ضمّ العديد من الأركان المشتملة على عدد من الصناعات اليدوية التي أنتجتها أنامل نسائية كخياطة الملابس، وفن الكوروشيه، والرسم على اللوحات، وصناعة الأطواق، وتغليف الهدايا، وعمل السلال، وسفر الطعام من السعف والخوص، علاوة على فنون تقديم الأكلات الشعبية، وفنون الطباعة على الشوكولا، والملابس، والأكواب، وعرض مشروع تنظيم وتجهيز الحفلات والمناسبات بالإضافة إلى ركن تعريفي للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشقراء. وألقت رئيسة اللجنة النسائية التطوعية مشرفة المهرجان منيرة العتيق كلمة رحبت خلالها بسمو الأميرة مشاعل بنت محمد وضيوف الحفل،مستعرضة الأنشطة والبرامج التي تقدمها اللجنة طوال العام كالدورات التدريبية والأنشطة الترفيهية التي تعود بالفائدة الكبيرة على الأسر،مقدمةً الشكر لراعية المهرجان لتشريفها ودعمها الذي سيكون له الأثر الكبير على جميع منسوبي اللجنة. وقدمت المسؤولة في وكالة وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية نورة السبتي كلمة أكّدت فيها أن الوزارة تحظى بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في خدمة المجتمع وأفراده، مبينة أن عدد مراكز التنمية في أنحاء المملكة بلغت7 مركزاً،وعدد اللجان المشرفة 300 لجنة. ومن جانبها ألقت الأكاديمية الدكتورة منيرة القاسم، كلمة شكر فيها نيابة عن أهالي القصب سمو الأميرة مشاعل بنت محمد،مشيرة إلى الدور الكبير الذي تقوم به اللجنة النسائية الاجتماعية في إتاحة الفرصة أمام السيدات والفتيات للمشاركة في المهرجان ليثبتن أنهن قادرات على رفع مكانة المرأة السعودية دينياً وثقافياً واجتماعياً والرقي بأسرهن. عقب ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئياً موجزاً عن أنشطة وبرامج اللجنة الاجتماعية النسائية السنوية مثل (ملتقى ربيع القصب، والملتقى الرمضاني،وملتقى الديوانية،وملتقى الطفولة الثقافي،ومهرجان الأسر المنتجة،والملتقى الصيفي،ومهرجان الألوان) تخلله قصيدة مسجلة للشاعر محمد عباس،ثم سلّمت الدكتورة منيرة القاسم درع شكر وتقدير لراعية المهرجان لدعمها وتشريفها المهرجان،بالإضافة إلى دروع للرعاة والمشاركات والمنظمات. ثم قامت راعية المهرجان سمو الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود وضيوف الحفل، بجولة في أنحاء مركز القصب، شملت الدوائر الحكومية والمنازل التراثية «الديرة القديمة» والمملحة، ومصنع الملح، والقصور القديمة. وأبدت سموها في تصريح صحفي سعادتها لرؤيتها التنظيم المميز لمهرجان القصب الذي ساده التعاون وروح الألفة بين المشاركات،مؤكدةً أن المرأة السعودية العاملة أثبتت نفسها ووجودها بقدرتها على المحافظة على التراث وتعليمها للأجيال القادمة حتى لا يندثر. ولفتت سموها النظر إلى وجود دراسات من أمانة منطقة الرياض لتطوير المحافظات التابعة لها واستثمارها بتحديد ما تشتهر به كل مدينة وتتميز به كالسياحة أو الصناعة أو الزراعة سعياً نحو التنمية المستدامة. وفي جولة داخل أركان المهرجان، تحدثت ل«واس» الطالبة رزان التويم إحدى المشاركات في مجال الرسوم الجدارية، وقالت: إن هذه المشاركة تعد الأولى لي في المهرجان حيث استطعت إبراز هوايتي المفضلة أمام الزوار، ووجدت الدعم منهم، وأطمح المشاركة في مهرجانات أخرى في المملكة. وبدورها أوضحت سارة المتخصصة في حبك السعف أنها امتهنت صناعة السلال وسفر الطعام منذ ما يقارب 40 عامًا، ودرّبت نفسها على إتقان المهن التقليدية المعروفة في المملكة، حيث تسهم في تحسين وضع شريحة كبيرة من النساء السعوديات ويفتح لهن آفاقاً استثمارية عديدة. ومن جهتها استعرضت الحرفيّة وداد الهديب طريقة الطباعة على الشوكولا التي تتفنن فيها من خلال آلة طباعة خاصة لهذه الحرفة، مبينة أنها وجدت إقبالاً متزايداً من الأهالي والأقارب لمواصلة عملها الحرفي والترويج له في جميع المناسبات الخاصة والمهرجانات العامة. وأبدت أصغر المشاركات في المهرجان عهود الغانم وعهود الشعلان من الصف الأول الثانوي، سعادتهن بعرض أعمالهن في المهرجان، حيث يصنعن الحلويات والفطائر التي استقطبت العديد من الزوار،فيما أشارت أم سعد التي تعمل في الخياطة إلى أنها تمارس الخياطة والتطريز منذ 40 سنة وتوازن بين وظيفتها وعملها في الخياطة من أجل زيادة دخلها. وفي ذلك السياق، أوضحت مديرة القسم النسائي بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشقراء منيرة النويصر، أن المكتب يقدم برامج أسبوعية وشهرية وسنوية للعاملات بالمنازل والمدارس والمراكز للدعوة بالإسلام والتعريف به بلغات مختلفة ويقوم بزيارات ميدانية للسجون بالإضافة إلى إقامة معارض لبيع منتجات الجاليات وتوزيع المنشورات والكتب التوعوية،ويستقبل التبرعات كالزكاة أو تفطير صائم والكفارات بسندات قبض تابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف،مؤكدة حرص المكتب على المشاركة في جميع المهرجانات في المدن والقرى المجاورة. يشار إلى أن القصب تقع في الجهة الشمالية الغربية من العاصمة الرياض، وتسمى بأرض الذهب الأبيض لشهرتها في إنتاج الملح وتسويقه إلى المدن والقرى المجاورة حيث تغطي تقريبا ثلث احتياج المملكة،كما اشتهرت بعلمائها وشعرائها ومن أشهرهم الشاعر حميدان الشويعر،ولها تاريخ عريق احتفظت ببعض الآثار مثل السور القديم المعروف ب«العقدة الحامي» والبرج المعروف ب«المرقب» وآثار الرقيبية إضافة إلى العديد من الآبار.