في مملكتنا الغالية التي تعيش الأمن والاستقرار بفضل الله ثم النهج الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه الذين تولوا الملك والذين يقف وراءهم جنود مخلصون نذروا أرواحهم للدفاع عن هذا الوطن، وقدموا الغالي والنفيس من أجله، هؤلاء رسخ في تأهيلهم وإعدادهم أنهم أبناء مملكة تحكم شرع الله؛ فلهذا هم احتسبوا الشهادة في سبيل الله ويتسابقون إليها في كل المواقع في حدود المملكة وبراريها وتصديهم للإرهابيين ومروجي المخدرات، وقد استشهد الكثير منهم وسجلوا تضحياتهم بأحرف من ذهب الذي يجب أن تقابل من المسئولين في مملكتنا الحبيبة التي لا نشك فيهم من معانقة لهذه التضحيات بتخليد أسمائهم في شوارع ومدن وقرى المملكة؛ لنعطي رسالة للأجيال الحاضرة أن هؤلاء الشهداء هم حاضرون في ذاكرتنا، وأن التاريخ لن ينساهم، وأنهم قدوة لمن أراد أن يعانق الوطنية في أعلى درجاتها: أليست الشهادة في سبيل الله أكبر أمنية يبحث عنها المسلم؟ نعم، إنها مطلب للجميع، كيف لا والمملكة العربية السعودية حاضنة المقدسات الإسلامية وقبله المسلمين التي جعلت المسلمين يفدون إليها من أصقاع الدنيا بالملايين في مواسم الحج والعمرة ليؤدوا فرائض الإسلام في هذين الحرمين لكي ينعموا بكل ما وفرته هذه الدولة من خدمات - حفظها الله- ويتواصلوا مع إخوانهم المسلمين في هذه البقاع الطاهرة فرحين آمنين رافعين أكف الضراعة بعد شكر الله والدعاء لولاة أمرنا أن يحفظهم ذخراً للإسلام والمسلمين، آخذين بالاعتبار المواطن السعودي الذي تسلح بسلاح الإيمان وترجمته إلى سلوك وواقع ملموس يشهد به القاصي والداني فلهذا أبناء هذا الوطن يتذكرون دائماً وأبداً أن المواطنة وحب الوطن تختلف عن المواطنة عند الآخرين؛ لأن المواطنة في المملكة العربية السعودية تم ربطها بالمشاعر المقدسة والمحافظة عليها، ومن خلال المواطن السعودي الذي رسم صورها في ميادين الحياة تضحية وفداءاً، فمن هذا المنطلق أكرر رجائي ودعوتي للمسئولين، وأضيف أيضاً دعوة أخرى لرجال الأعمال أن تتضافر جهودهم معاً لتخليد ودعم أسر الشهداء على كافة الأصعدة وتقديم العون المادي للمحتاجين منهم، وإطلاق أسمائهم داخل الأسواق والممرات التجارية، ويا حبذا لو وضعت لوحة تذكارية داخل هذه الأسواق مدون فيها معلومات عن هؤلاء الشهداء والمواقع التي استشهدوا فيها.. هذا ما نرجوه وبالله التوفيق.