فاصلة : ((كما تدين تدان)) - حكمة عربية - لا شيء يمكن أن يؤثر في سير الحياة بأكملها وحياتنا فيها، مثل الرّفق الذي قال عنه سيّد الخلق صلوات الله وسلامه عليه ما كان في شيء إلاّ زانه وما نزع من شيء إلاّ شانه. الحياة أبسط من التعقيدات التي نصنعها فيها بخيالنا الذي يتحوّل إلى واقع .. الموظف الذي يعقّد أمور معاملات المواطنين بحجة تطبيق النظام هو لا يعرف معنى روح النظام. الأم أو الأب اللذان يعقّدان مسائل التعامل مع أبنائهما بحجة تربيتهم، لا يدركون أن التربية الحديثة توصي بتعزيز السلوك الإيجابي وبالثواب أكثر من العقاب. الطالب أو المعلم اللذان يبالغان في تصوّر العملية التعليمية وكأنها واجب ولا يستمتعان بطاقة التعلم، يجهلان أن عملية التعلم تبدأ من العقل الذي يعي الأمور وهو لا يستطيع فعل ذلك إذا كان صاحبه متوتراً . مشكلتنا استباق الأحداث وتوقُّع الأسوأ ونحن نمارس ذلك باحترافية، حيث نوجد مبرراً بأنّ التوقُّع لا يجب أن يكون كبيراً حتى لا نحبط. من أين وكيف طغت هذه النظرية في حياتنا، مع أننا نردّد قول سيد الخلق « تفاءلوا بالخير تجدوه « والحديث القدسي «أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء» نحن نردّد تلك الأقوال المقدّسة والحكيمة دون استشعار حقيقي بمفهومها، ولذلك لا نطبّقها في حياتنا ولذلك أصبحنا مدمنين للتشاؤم والذي أصبح سعيداً بصحبتنا. انفضوا عنكم غبار العسر في التعامل مع الحياة وناسها، واستشعروا أنكم حين تساعدون أيّ كائن في الحياة إنسان أو حيوان أو نبات، فإنما تساعدون أنفسكم، ففي الكون قوانين وضعها الله ثابتة لا يمكن لأحد تغييرها لو وعينا لحكمته منها لما استطاع أحد منا أن يعسر لأيّ إنسان يطلبه حاجة ما، ولما تلذّذ بعضنا في وضع العراقيل أمام الآخرين . الكون بأكمله مسخّر لنا لكننا نبخل على أنفسنا في التمتُّع بخيراته. [email protected]