عزيزة منصور صاحبة أول سجل تجاري عقاري نسائي، التي بدأت حياتها العملية باهتمام كبير في العمل بالعقار والمقاولات، الأمر الذي أكسبها خبرة طويلة في العمل الميداني. وشريكاتها هن بناتها عفت، ألفت، ومهجت اللاتي شاركن والدتهن في الحوار الذي تناول البدايات والصعوبات التي واجهنها حتى اللحظة. والبداية كانت مع رئيسة مجلس الإدارة عزيزة منصور فكان السؤال الأول: • حدثينا عن بداية بناء هذا الصرح العائلي؟ بعد وفاة زوجي عبد الكريم بن يعقوب (رحمه الله) العام 1412ه الذي كان من كبار رجال الأعمال في مجال العقار وتخطيط الأراضي في جدة، ترك لي مهمة أبيت إلا أن أكملها، ألا وهي المضي قدما في نفس الطريق الذي عمل فيه، حيث اكتسبت منه خلال فترة حياته حبه للعمل وبعض الخبرة التي ساعدتني على الانطلاق والصمود وبناء صرح يضمن لأبنائي وبناتي مستقبلا واعدا. • ما هي المصاعب التي صادفتك في بداية عملك؟ في الحقيقة، تعثرت كثيرا في بداية عملي لعدة أسباب وأبرزها أني وثقت بأشخاص لم يكونوا محل ثقة، ونتيجة لذلك فقدت معظم ما ادخرته. ولكن ذلك لم يحبط عزيمتي ففي العام 1415ه، قررت أن أتابع عملي ميدانيا بنفسي ولله الحمد نجحت، في البداية شرعت بإنشاء المشروع الأول مع نخبة من المهندسين، حيث كنت أقف تحت الشمس الحارقة لساعات مع العمال وسط المشروع للإشراف على العمل. وبعد نجاحي في إنجاز مشروعي الأول بدأت باستقدام العمالة التي احتاجها وشيئا فشيئا عملت على تطوير أعمالي بنفسي، حيث عملت في 13 عاما بدون سجل تجاري، حيث لم أوفق في استخراجه ولكن الله أكرم علي بموافقة وزير التجارة بمنحي أول سجل تجاري عقاري نسائي في المملكة يدار بإدارة نسائية بحتة. • وكيف حصلت على السجل التجاري؟ حقيقة جاءت موافقة وزير التجارة على السجل بعدما اطلع على عدد من أعمالي ومشاريعي، وأعجب بها مما دعم ثقتي بنفسي، وانطلاقا من هنا زادت رغبتي بالعمل أكثر، وذلك من منطلق حبي لعملي وواجبي كامرأة سعودية تشارك في إضافة لمساتها على خارطة النمو الاقتصادي والعمراني في وطني. • متى انطلقتي وما هي إنجازاتك؟ عملت في مجال العقار والمقاولات منذ أكثر من 18 عاما وخلال هذه الفترة عملت على إنجاز والإشراف الهندسي والمعماري على مشاريعي دون الحاجة إلى مهندس مشرف، ونفذت من العام 1415ه وحتى العام 1428ه ما يقارب ال23 مشروعا من ضمنها مستودعات على أحدث طراز ومبنى مكاتب حديثة ومشاريع جديدة تحت الإنشاء ما بين مكةوجدة. • كيف تصفين إعداد بناتك للعمل معك ولماذا لم تشاركي أشخاصا ذوي خبرة؟ «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين»، فأنا قد مررت بتجارب الثقة خلال مسيرة عملي ووجدت أن أنسب شركاء لي هم بناتي الكبريات، حيث إن الابنة الرابعة والولدين كانوا لا يزالون تحت سن الرشد.. وبعدما أكملن دراستهن في الخارج عدن للعمل معي في مراكز قيادية في الشركة، فهن حاصلات على شهادات عليا من جامعة بوسطن الأمريكية، فابنتي عفت خريجة إدارة أعمال، وألفت خريجة إدارة نظم معلومات وإدارة مشاريع، ومهجت متخصصة في الحاسب الآلي ونظم المعلومات وأيضا في هندسة التصاميم الداخلية والجرافيك. • ماذا أضافت بناتك إلى الشركة بعد انضمامهن إليها؟ أضفن الكثير وأنا فخورة جدا بهن، حيث إن نتاج دراستهن في الخارج وحبهن للعمل فتح الباب على مصراعيه في الشركة للتطوير والتنوع والأفكار الجديدة والشابة، وهذا ما كنت أسعى إليه وهو ضخ دماء شابة من نفس العائلة تقوم على أعمال الشركة وتحافظ على موروثها العائلي وتطورها حسب مقتضيات المرحلة الحالية والمستقبلية. فالشركة في السابق كانت تقوم على أعمال العقار والمقاولات فقط ولكن بعد انضمامهن أنشأنا ثلاثة أقسام في الشركة تقوم بأعمال تصاميم الديكورات الداخلية المبتكرة، وقسم خاص يعنى بأعمال التسويق العقاري، والقسم الثالث مختص بأعمال الدعاية والإعلان. • كيف تصفين شعورك وأنت رئيسة مجلس إدارة شركة أعضاؤها بناتك؟ كلنا مسؤولات في الشركة، وكلنا نعمل، فهن يشاركنني في طرح الآراء والتصورات واتخاذ القرارات أيضا، وأنا سعيدة جدا بما ينجزنه من أعمال في الشركة، كما أني فخورة وسعيدة جدا لأنني راهنت على أهم استثماراتي وهم أولادي ونجحت وهاهم الآن يسيرون بخطى واثقة نحو مستقبل، أرجو أن يكللوه بالنجاح. • وماذا تقول شريكات عزيزة منصور عن شراكتهن مع والدتهن في الشركة، طرحت سؤالا على عفت ومهجت وألفت اللاتي كن يحضرن الحوار حول «لماذا اخترتن العمل مع والدتكن»؟ عفت: نحن ثلاث بنات كبيرات العائلة، كنا قريبات جدا من والدتنا وكنا نرى مدى كفاحها وتمسكها بعملها وهذا الأمر انعكس إيجابا علينا وعلى شخصياتنا، فهي قدوة لنا. وأنا على سبيل المثال أحببت العمل العقاري وهذا الحب دفعني إلى الخوض فيه حتى النهاية، فحصلت على أول شهادة تثمين عقاري تمنح لسيدة من الغرفة التجارية في جدة من بين 46 مثمنا قبل سنة ونصف السنة. وبالنسبة إلينا نحن نتبع نهج والدنا (رحمه الله) ونصر على أن نكون امتدادا له في العطاء والجدية في العمل، ووالدتي ونحن خلفها نطمح إلى تقديم ما يماثل ذلك العطاء. وأعتقد أننا قادرات على ذلك لا بل نجحنا في ذلك، فنحن نشأنا على التعاون وإثبات الكفاءة في مجال عملنا واستطعنا إنشاء الشركة النسائية الأولى التي تحصل على حق الامتياز على مستوى منطقة الشرق الأوسط من شركة عالمية تتطلب مقاييس معينة للحصول على وكالة وترخيص دولي في مجال البيع والشراء. وشركتنا كلها كوادر نسائية مدربة وعلى كفاءة عالية من الخبرة في مختلف المجالات التي تختص بها أعمالنا.