شكل مشروع الهاتف الاستشاري الذي نفذه مركز التنمية الأسرية بالأحساء نقلة نوعية في مجال خدمة الأسرة، وهو من المشاريع النوعية التي تركت أثرًا ملموسًا في مجال الاستشارات الاجتماعية. ويُعد مركز التنمية الأسرية بالأحساء من المراكز الاجتماعية الرائدة في مجال تقديم خدمات الاستشارات الأسرية لمختلف فئات وشرائح ليس في مجتمعنا السعودي، بل تتجاوزه لتمتد يد الخير إلى دول مجلس التعاون الخليجي. وقد تمكن المشروع من تحقيق تطورٍ كمي ملموس في عدد الاستشارات التي قدمها عقب تقديم أوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي دعما للمشروع، حيث بلغت 13550 استشارة في العام 1433ه، التي ضاهت عدد الاستشارات في 1432ه والتي كانت 8075 استشارة في العام. ومن أبرز نتائج المشروع انخفاض نسبة الطلاق بالأحساء إلى (14%) وهي من أقل نسب الطلاق بمناطق ومحافظات المملكة - بحمد الله تعالى، تأهيل (40) مستشاراً, و(20) مستشارة من الحاصلين على دبلوم معتمد للإرشاد الأسري، إضافة إلى البرنامج الإلكتروني الأول في ضبط وتوثيق الاستشارات الهاتفية والحضورية إلكترونياً. والمشروع عبارة عن قسم يشتمل على (8) غرف هاتفية مجهزة بأحدث التجهيزات الإلكترونية يتم فيها استقبال الاستشارات الاجتماعية بكل أنواعها التربوية، والنفسية، والزوجية على رقم موحد، ويقوم بالخدمة مستشارون مؤهلون علميًا ومهاريًا، في سرية تامة، ويتم توثيق الحالات على برنامج حاسوبي مميز أعد خصيصًا لهذه المهمة، ليأخذوا بأيدي المتصلين والمتصلات إلى بر الأمان الأسري والنفسي والتربوي. ويغطي المشروع جميع مناطق المملكة ودول الخليج العربي، ويُعنى بتقديم استشارات في المجالات التربوية والزوجية والاجتماعية والنفسية لجميع فئات المجتمع من آباء وأمهات، شباب وفتيات، وأطفال من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع. ويهدف المشروع إلى تقديم خدمة إرشادية تربوية ونفسية واجتماعية وزوجية لمساعدة وتوجيه شرائح المجتمع إلى ما فيه إسعادهم، ومساعدة الأسر للتعامل الأفضل من أجل حياة أسعد، وتقوية المناعة لدى أفراد المجتمع وأسره لمواجهة الضغوط والمشكلات والأزمات من خلال توعية الفرد للوصول إلى التوافق مع الذات والآخرين، وبالوقاية بنشر الوعي الاجتماعي في مجال التعامل الأسري بكل علاقاته، كما يسعى المشروع إلى الاستفادة من تلك الاستشارات والحوارات وتقديم دراسات وبرامج عملية عبر الوسائل الإعلامية. ومن أبرز الأنشطة التي نفذها المشروع تقديم الاستشارات والإرشاد الاجتماعي التربوي والزوجي والنفسي، وتطوير المستشارين والمستشارات لتقديم خدمة أفضل، والورش والبرامج التدريبية، والإعلام والتثقيف، وتقييم الأداء الإرشادي للمستشارين.