«طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    فعل لا رد فعل    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاتف الاستشاري يقلص الطلاق 11 بالمائة (حوار)
نشر في اليوم يوم 21 - 06 - 2011

كشف مدير مركز التنمية الأسرية الدكتور خالد الحليبي عن تراجع نسبة الطلاق في الأحساء من 25 إلى 14 بالمائة، مشيرا إلى تحقيق مركز التنمية الأسرية ريادة و تفوق داخل المملكة و في دول الخليج العربي، وأشار تعزيز الإرشاد وحلول عملية لمواجهة الخيانة الزوجية وأشار خلال حوار شامل مع «اليوم« إلى وجود فجوة بين جيل الآباء وجيل الأولاد ذكوراً و إناثا، وقال إن هاتف الجمعية تلقى اتصالات من 31 ألفا و39 متصلاًو متصلة من 151 مدينة بالمملكة..
مركز متخصص
في البداية .. ما تاريخ نشأة المؤسسة وأهدافها ؟
مركز التنمية الأسرية هو مركز متخصص في تنمية الأسرة المسلمة ، أنشأته جمعية البر بالأحساء و يستهدف تحقيق السعادة الأسرية و السكن النفسي بين الزوجين و تعزيز التربية القويمة للأولاد و البر الوفي للوالدين و الصلة بين الأرحام ، إضافة للإسهام في انشراح النفس وتحريرها من أَسْرِ القلق و بناء مجتمع مترابط على الخير و الحب و الهداية ، والإسهام في أمن الوطن من خلال أمن الأسرة ، كما تهدف إلى توفير المؤسسة الموثوقة لاستقبال مشكلات الناس والتعامل معها بالطرق العلمية وبأيد مختصة.
هاتف استشاري
ما هو المشروع الرائد في دعم العمل الاجتماعي التنموي و ما أهدافه ؟
المشروع الرائد والمتميز للتكريم هو "الهاتف الاستشاري " ويهدف إلى الإسهام في تنمية العلاقات الأسرية على أسس متينة و نشر التوعية بالحقوق الزوجية لرفع مستوى الكفاءة في إدارة الحياة الزوجية، والمساهمة في تعليم الناس القواعد التربوية التي تسهم في إيجاد جيل واعٍ بحقوق والديه و أرحامه ودينه ووطنه و إيجاد الهاتف المأمون الذي يستقبل اتصالات من يحتاج إلى المشورة والتعامل مع مشكلته بشكل سري و مهني ، وتميز ذلك بالاختصاص والمتابعة حتى الوصول إلى الحل بإذن الله تعالى، إضافة إلى تأهيل عدد من أهل الخبرة والرغبة في إسداء الاستشارة بشكل علمي عبر دبلوم الإرشاد الأسري المعتمد من جامعة الملك فيصل بالأحساء، ورفع مستوى الكفاءة لدى المختصين والمتدربين على الاستشارة بتقديم 12 ورشة تدريبية في العام.
خيانة زوجية
وما تلك البرامج ؟
جميع البرامج المقدمة جاءت متوافقة مع أهداف المؤسسة وهي برنامج مهارات الإرشاد الأسري و طرق عملية للتعامل مع الخيانة الزوجية و برنامج أنماط الشخصية والاضطرابات الشخصية النفسية وبرنامج الغيرة بين الزوجين وبرنامج صراع الأدوار بين الزوجين وبرنامج طرق عملية للتعامل مع الخيانة الزوجية والمخدرات وآثارها على الأسرة وفرط الحركة وتشتت الانتباه وابتزاز الفتيات و تجارب ناجحة لاستشارات متكررة
الوسواس القهري
نود أن تصف لنا المشروع الرائد و مجاله؟
الأول مباشرة "حضورية " و توجد غرفة خاصة مجهزة بكل ما يتناسب مع لقاء المستشير أو المستشيرة بحضور محرم لها، والمسترشدون هم : مسترشدون حضروا مباشرة إلى القسم أو مسترشدون رأى المستشارون مقابلتهم بعد الاتفاق معهم أو مع الطرف الآخر ، أومسترشدون أحيلوا من لجان أو جهات أخرى.
الثانية " الهاتف الاستشاري "حيث يوجد "8 "غرف مغلقة "كبائن" مجهزة بأحدث التجهيزات الإلكترونية، وذلك ضمن عدد من الساعات المحددة يوميًا لاستقبال الاستشارات عبر الهاتف ذي الرقم الموحد "920000900" حيث يجيب المستشارون و المستشارات ، عن مشكلات المسترشدين و المسترشدات في سريّة تامة ، ضمن جدول زمني منسق، وعلى برنامج حاسوبي متميز معدٍ لذلك " بناه المركز" ، ليأخذوا بأيديهم إلى بر الأمان الأسري.
58 مستشاراً
ماذا عن فريق العمل في المشروع الرائد ؟
يرأس القسم تركي بن عبدالرحمن الخليفة و في السكرتارية محمد بن صالح الحنوط و خالد بن عبدالله الخليفة وهناك 40 مستشارا من الرجال و18 من النساء وجميعهم حصلوا على دبلوم عالي في الإرشاد الأسري يعده و ينفذه المركز و معتمد من كلية التربية بجامعة الملك فيصل.
آلية العمل
آلية العمل في الهاتف الاستشاري .. ما ملامحها ؟
تقدم الاستشارات خلال خمس ساعات تبدأ من 4 عصراً ، و حتى 9 مساءً من كل يوم ما عدا الخميس و الجمعة يقدمها 58 مستشاراً و مستشارة ضمن جدول زمني منسق ، و تحول لهم الاستشارات على ثماني غرف استشارية "خمس للرجال و ثلاث للنساء" وبعد استقبال المكالمة هاتفياً و أخذ ملخص مختصر عن الحالة الاستشارية من قبل المستقبل "سكرتير الهاتف الاستشاري" و الذي بدوره يقوم باستقبال المكالمة و تصنيفها حسب الاستشارة و تحويلها على المستشار المختص ، و إعطاء المسترشد رقما خاصا به كناية عن اسمه ، يستفاد منه في حالة الاتصال القادم بعدها تنتقل العملية إلى "المتابعة "ويكون ذلك عن طريق البرنامج المعد لهذا الغرض عبر برنامج حاسوبي "قاعدة البيانات "، ثم يتم تحويل المسترشد إلى المستشار المختص وبدوره يقوم بإكمال بيانات المسترشد ويأخذ منه المعلومات العامة التي لا تتضح منها شخصيته ، وإنما المعلومات التي لها أثر في الاستشارة ويتم التنسيق بين المستشار والمسترشد في مواعد هاتفية قادمة لمتابعة الحالة والاطمئنان على سير خطوات العلاج ، حتى يتم بعون الله الانتهاء من المشكلة أو تخفيفها ، فيما يتم استقبال الاستشارات : التربوية و الاجتماعية و الصحية و الزوجية و ذلك لجميع المراحل العمرية ؛ الطفولة، والمراهقة والشباب والكهولة والهرم .
استفاد من المشروع 31 ألفا و39 متصلاً و متصلة من 151 مدينة في المملكة من الرجال والنساء والشبان والفتيات مواطنين ومقيمين بكافة الفئات العمرية وكل من يصل إليه عنوان المركز عبر الوسائل الإعلامية المختلفة المحلية والعالمية .

قاعدة بيانات
حدثنا عن البرنامج الحاسوبي الخاص بقسم الاستشارات ؟
تم تصميم برنامج "قاعدة البيانات " ليتوافق مع متطلبات الاستشارة الهاتفية والحضورية على حد سواء ويشمل عدة جوانب منها بيانات المسترشد وبيانات المستشار وحجوزات الغرف الاستشارية "جدول المواعيد " و سهولة التنقل بين الاستشارات لكل مستشار أو مسترشد بإدخال الرقم الخاص بالمسترشد لكل مختص حسب الصلاحيات "إداري ، مستشار " وتقارير شاملة و مفصلة عن الاستشارات و أرقامها و أنواعها بالإمكان الاستفادة منها في إعداد الدراسات.
فئات عمرية
ماذا عن نطاق الاستفادة من المشروع ؟
استفاد من المشروع 30 ألفا و39 متصلاً ومتصلة من 151 مدينة في المملكة العربية من كل فئات المجتمع العمرية "الرجال و النساء و الفتيات و الشبان سواء كانوا مواطنين أو مقيمين و كل من يصل إليه عنوان المركز عبر الوسائل الإعلامية المختلفة المحلية و العالمية .
نسبة الطلاق
كيف كان تأثير المشروع على الشأن الاجتماعي التنموي ؟
المشروع كان فاعلا في إسهامه بخفض نسبة الطلاق في مجتمع الأحساء من 25 إلى 14 بالمائة، كيف تم تأهيل أكثر من 70 مستشاراً ومستشارة للاستشارات الحضورية والهاتفية، يعملون ضمن جدول زمني دقيق ، و المشروع ابتكر نظامًا إلكترونيًا كان له السبق في استحداثه ، وساهم في نشره في المراكز الاستشارية الأسرية المماثلة ، حتى أصبح المشروع محلاً للاستفادة منه من قبل المشاريع المماثلة، وقد تم هذا في عدد من المدن: الدمام ومكة المكرمة والمدينة والرياض والمجمعة وبريدة وجدة وعدد آخر من مناطق المملكة، و في خلال الفترة القادمة سينفذ في تبوك و صبيا و غيرها بإذن الله ، و قد قدم الهاتف الاستشاري بالأحساء تجربته لكل هؤلاء و أمدهم بما يلزم من أفكار ، و برامج، كما تمت زيارة وفود من عدد من المدن المهتمة بالاستشارات للهاتف الاستشاري للاستفادة من خطواته التي خطاها و نجح فيها ، إضافة إلى إسهام المشروع في توعية المجتمع بأهمية الاستشارة و أثرها الكبير في الحد من المشكلات الخطيرة التي لو استمرت ربما أدت إلى مخاطر جسيمة على الفرد والمجتمع، و حل عدد من المشكلات مثل التساهل في الطلاق و الانتحار ، و الهروب ، و الوسواس القهري والغيرة المذمومة،والمراهقة الجانحة، والعنف الأسري، والتقصير في التربية والعلاقات المنحرفة وعدم العدل بين الزوجات، و تعاطي المسكرات ، و القلق و الاضطرابات النفسية، والجهل بالحقوق الأسرية، و التمهيد العلمي و الاجتماعي و النفسي للمقبلين على الزواج، و أصبح المشروع محلاً لثقة و إعجاب كبار المستشارين في الخليج و المؤسسات الاجتماعية و الحكومية و الخيرية بفكرته وأدائه بزيارتهم فعليًا للمشروع و تدوين ذلك .
تطورات إيجابية
حدثنا عن آخر تطورات قسم الاستشارات في عام 1431ه 1432ه ؟
تم رصد العديد من التطورات للقسم و التي كانت إيجابية بشكل واضح ومميز منها كثرة الاتصالات وتعدد الاستشارات من مدن جديدة ، حتى بلغت أكثر من 150 مدينة، زيادة بعض المستشارين المختصين في الاستشارات التالية "الطب النفسي ، المخدرات ، ذوو الاحتياجات الخاصة ، التربوية ، الزوجية ، الشبابية ، الاجتماعية"، اتصالات الشكر و الثناء و الدعاء للمركز والقسم والمستشارين، وعقد دورات وورش لتطوير العمل الإرشادي والأسري، وتقسيم المستشارين إلى مجموعات لحلقات النقاش وتبادل الخبرة ، إنشاء مكتبة للمستشارين ، تقويم المستشارين والمستشارات كل شهرين ، زيادة عدد الاستشارات الحضورية ، تطوير البرنامج الحاسوبي ليلبي احتياجات المستشارين ويقدم خدمة أفضل، وتوفير جهاز يحفظ بشكل تلقائي لضمان المعلومات ، تحديث بيانات المستشارين و المستشارات ، تجديد عقود المستشارين والمستشارات ، وتم الانتهاء من نصف مشروع "استشارات متكررة " إضافة لتشكيل مجلس استشاري و تطويري للقسم.
أنشطة وبرامج
هل لديكم أنشطة و برامج تدعم تحقيق اهدف المؤسسة ؟
نعم هناك العديد من البرامج العامة من المحاضرات والدروس الأسرية الشهرية في الجوامع والمساجد ، و المحاضرات التوعوية للدوائر الحكومية ومحاضرات في السجن العام وزيارة المدارس والكليات إضافة لعمل المنتدى الأسري وبرامج رمضانية إضافة إلى العديد من اللقاءات والمسابقات والمعارض والإصدارات الإعلامية والتوعوية والهاتف الأسري ، إضافة لحزمة كبيرة من البرامج التدريبية الخاصة للمستشارين و أخرى خاصة بالعرسان ، إضافة إلى برامج تدريبية في التربية و الحياة الزوجية ومهارات الحياة ، كما نقدم برامج متعلقة بإصلاح ذات البين لتأهيل العاملين في المؤسسة بهذا الشأن ، إضافة لبرامج مشتركة مع مأذوني الأنكحة وغالب البرامج تكون للجنسين "الرجال والنساء ".
برامج وقائية
ما الظواهر الاجتماعية المتوقعة خلال خمسة عقود وهل تعدون برامج وقائية لها؟
إذا كانت الحرية محبوبة الإنسان بطبيعته، فإنه لن يكون إنسانا بالمعنى البشري إلا إذا ضَبط هذه الحرية، بل إنه لن ينعم بالاستقرار و لن يهنأ بكل المكتسبات التي حققت له، أو حققها بنفسه إلا بتقنين هذه الحرية التي تنتهي عند ابتداء حرية الآخرين، وتلتزم بالشرع والعرف المتفق عليه، والضوابط الاجتماعية والأسرية تمثل جزءا كبيرا من هذه الضوابط. ولكن العالم كله يركض في اتجاه التفلت من كل الضوابط، ونحن جزء منه لا يمكن أن ننفصل عنه تماما، وكل الذي نرجوه أن ننجح في الإسهام مع نظرائنا في حماية الأسرة و أفرادها من التأثر السلبي بهذه الأزمة الحضارية، وجمايتها كذلك من التفكك و الانهيار، و التأثر الأعمى بتلك التيارات الجارفة، والحريات المزعومة.
و لذا فإن من واجبنا أن نعد لمواجهة عدد من الظواهر من أبرزها أولا الفجوة بين جيل الآباء وجيل الأولاد ذكورا و إناثا فإن ذلك "لو حدث " فسوف يمهد لمزيد من الظواهر الفكرية المنحرفة، والأفكار الضالة، والانحرافات غير الأخلاقية، التي تمس أمن الإنسان على نفسه وعرضه وماله، بل وأمن الوطن كله، وسبب ذلك هو الإهمال التربوي الذي أخذ في الاتساع في الآونة الأخيرة، مما يجعل الفرصة متاحة لأصحاب السوء و أصحاب الأفكار المنحلة و المنحرفة للتأثير في المسار العقلي والتربوي والأخلاقي للأبناء والبنات. ثانيا ازدياد حُمَّى الطلاق خاصة و أن أرقامه تزداد ولا تتناقص، وهو يجري على ألسنة الأزواج بل وحتى الزوجات بطلبهن.. على مدار الساعة، والطلاق هو الجذر الحقيقي للتخلف الأخلاقي والدراسي والحضاري الذي ينشأ عنه الفقر و البطالة واحتقار الذات والفراغ المدمر و الاتجاه إلى الجريمة والمخدرات و إيذاء المجتمع.
وثالثا: شيوع الصداقات غير المرئية من قبل الوالدين؛ بين الشبان والشابات، من جنس واحد أو من جنسين مختلفين، وسبب ذلك المستوى المدهش الذي وصلت إليه وستصل إليه وسائل الاتصال المفتوحة و الشخصية منها خصوصا، ونعرف ما الذي قد يصل الأمر إليه لو حدثت هذه الظاهرة لا قدر الله ، من إشغال للجهات الأمنية والاجتماعية بمختلف أنواعها.
ورابعا : ضياع هوية الأطفال "قادة المستقبل"بسبب البرامج الموجهة إليهم من غالب الفضائيات المخصصة لهم ، الناطقة بالعربية و الإنجليزية ، و هي غير منضبطة بضوابط العلم والدين واللغة الأم الأصلية ، وقد يؤدي ذلك إلى ضعف تمسكهم بدينهم، وضعف وطنيتهم، وتضعضع قدراتهم الوظيفية لضعف التلقي ، وقلة تحمل المسؤوليات من جراء ما يشاهدون من مشاهد تصور الحياة بلا مسؤوليات . و قد أعددنا لتحمل مسؤولياتنا مسارات واضحة، فالمركز تخصصي مهني، يستعين بالله تعالى ثم بلجان علمية، مكونة من أساتذة الجامعات المختصين، ومن كثير جدا من التربويين، الذين أهلوا تأهيلا عاليا و مستمرا ؛ ليكونوا على قدر كبير من الاستعداد لكل الظواهر المستجدة . كما أن المركز تجاوز البرامج العادية منذ بداياته وانطلق في برامج نوعية مؤصلة ومعتمدة لدى الجهات الرسمية والأكاديمية مثل جامعة الملك فيصل والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ووزارة الشؤون الاجتماعية ، و غيرها و لذا ازدادت مسؤوليته و اتسعت باتساع الوطن، فإن جميع المراكز الأسرية في المملكة تتواصل مع المركز لتأهيل كوادرها و رفع مستوى الأداء المهني و الإلكتروني في مناشطها. ولا تزال ورش العمل مستمرة لإنتاج مزيد من البرامج النوعية ، التي تنفذ حاليا في عشرات المدن السعودية.
انهيار الأسهم
أثر انهيار سوق الأسهم منذ عدة أعوام على الأسرة و الفرد فما أبرز إفرازات ذلك ؟
ترك انهيار سوق الأسهم السعودية آثارا سلبية على الاقتصاد المنزلي وأثرا غير عاديا على كيان بعض الأسر حينها ؛ مثل تفاقم الخلافات بين الزوجين، وخاصة من تحول إلى خط الفقر، أو من أخذ مجوهرات زوجته أو أموالها و جازف بها، والديون التي تراكمت على كثير من الناس وأضعفت من قدرتهم على الترفه والسفر فباتت أقل كثيرا مما اعتادوه قبلها، و أرى أن كثيرا من الأسر السعودية قد تعافت من هذه الأزمة في معظمها وبقيت حالات لا أظنها تشكل الغالب بل الأقل.
شراكة مجتمعية
ماذا عن مشاريعكم الأكاديمية و التدريبية؟
يقدم المركز منذ أربع سنوات "برنامج دبلوم الإرشاد الأسري" وتخرج فيه حوالي 1000 مستشار ومستشارة في 20 مدينة سعودية، وكان ذلك بالاتفاق مع كلية المعلمين سابقا، ثم اندمجت الكلية في كلية التربية بجامعة الملك فيصل، وتم اعتماده للكلية في وزارة الخدمة المدنية، والمأمول هو استئنافه مجددا العام المقبل لتواصل جامعة الملك فيصل رحلتها في الشراكة المجتمعية مع المركز، وريادتها لذلك على مستوى المملكة وهو ما تضمنته الاتفاقية المبرمة بين جمعية البر بالأحساء ممثلة في مركز التنمية الأسرية، وجامعة الملك فيصل، وشرفنا بتوقيعها سمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي بصفته رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالأحساء، و مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف بن محمد الجندان، وانطلاقا منها تمت إقامة مجموعة من البرامج التدريبية والإعلامية والتوعوية بين الطرفين، وستنطلق مجموعة من البرامج الأكاديمية بعد ذلك فيما يخدم المجتمع كله و سعى المركز لافتتاح معهدين الأول معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب "للرجال" والثاني معهد التنمية الأسرية للتدريب النسائي، بإشراف المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني. وسوف تنطلق مجموعة من الدبلومات المعتمدة في الدعم الفني للحاسب الآلي" للرجال وللنساء، بدعم من جمعية البر بالأحساء، يقدم للمستفيدين والمستفيدات من الجمعية من الشباب والفتيات لتأهيلهم لعمل وظيفي فيما بعد، و دبلوم آخر لتأهيل قيادات العمل الاجتماعي النسائي، و الأخير بدعم من مؤسسة السبيعي الخيرية ، و سيقدم للعاملات في المؤسسات الاجتماعية . كما تم التعاون بين المركز والنادي الأدبي في الأحساء لإقامة مجموعة من البرامج الحيوية لتأهيل الشباب؛ في الصحافة والخط وصناعة الأدب، والخطابة، وغيرها.
ترخيص الشؤون
نشاط المركز ليس سهلا .. فهل هناك خطة لاستقلاله عن جمعية البر الخيرية وحصوله على ترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية ليصبح إحدى مؤسسات المجتمع المدني؟
هذا الأمر يبدو تدرجا طبيعيا و يحسب للجمعية الأم "بلا شك "أن تقدم للمجتمع مؤسسات تخدمه و تسهم في تنميته ، كما أنه يعزز من إمكانية دعم المركز من وزارة الشؤون الاجتماعية و المحسنين مباشرة ، و يجعل له كيانا خاصا ، ليوسع من نطاق انطلاقاته التي ينتظرها كل بيت في المحافظة ، و كل جهة أسرية في المملكة ، و سبق أن استقلت جمعية تيسير الزواج ورعاية الأسرة عن الجمعية بموافقة منها و دعم ، و شقت طريقها في افتتاح عدد من المراكز الحيوية المهمة جدا ، و هذا الأمر متروك لتقدير مجلس إدارة الجمعية و على المركز أداء رسالته وواجبه الشرعي والإنساني والوطني في أية حال.

كبائن هاتفية للرد على طالبي الاستشارات (تصوير: إبراهيم السقوفي)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.