احتلت الاستشارات الزوجية المرتبة الأولى في عدد الاستشارات التي ترد إلى الهاتف الاستشاري التابع لمركز التنمية الأسرية في محافظة الأحساء، وكانت معظمها من الإناث، فيما قدم المركز 6500 استشارة في العام الماضي. وأضح رئيس قسم الاستشارات تركي الخليفة ل «الحياة» أن الهاتف الاستشاري، تم تأسيسه منذ نحو ست سنوات، وأن فكرة إنشائه، جاءت اثر تزايد حالات الخلافات الأسرية، وتصاعد نسبة الطلاق، وارتفاع نسبة مرضى الاكتئاب النفسي الناتجة عن المشكلات الأسرية، ونشوء جهات غير مأمونة، تقوم بدور الإصلاح الاجتماعي بغير مهنية علمية مثل، الفضائيات والمجلات أو الفئات الدخيلة فكراً وسلوكاً، إضافة إلى تزايد الحاجة إلى الإجابة عن التساؤلات المتكررة والطارئة في المجال النفسي والأسري والتربوي. وأشار إلى أنه تم تأسيس الهاتف الاسشتاري بهدف تقديم خدمة إرشادية تربوية ونفسية واجتماعية وعلاقات زوجية، بغرض تقديم المساعدة إلى مختلف شرائح المجتمع، والأسر، وتقوية المناعة لدى أفراد المجتمع، وأسره لمواجهة الضغوط والمشكلات والأزمات الحياتية، وتوعية الفرد للوصول إلى التوافق مع الذات والآخرين، والوقاية من المشاكل بنشر الوعي الاجتماعي في مجال التعامل الأسري، إضافة إلى الاستفادة من الاستشارات والحوارات، من خلال تقديم دراسات وبرامج عملية عبر الوسائل الإعلامية. وأكد على أنه تم تخصيص 58 استشارياً واستشارية للرد على الاستشارات الهاتفية، بواقع 18 استشارية و40 استشارياً، يعملون على مدار اليوم، من الساعة الرابعة، وحتى التاسعة مساءً، ابتداءً من السبت إلى يوم الأربعاء، ويقدمون خدماتهم إلى 150 مدينة ومحافظة في المملكة. وأضاف أن الهاتف يستقبل الاستشارات التربوية، والتي تتضمن المشكلات التربوية في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتساؤلات المراهقين المتزامنة مع طبيعة مرحلتهم العمرية، بالإضافة إلى تساؤلات الزوجين الأسرية، والنفسية، لافتاً إلى أن «الاستشارات الزوجية احتلت المرتبة الأولى، في عدد الاستشارات التي ترد إلى الهاتف بنسبة 46 في المئة». وأوضح أن مركز الاستشارات تم تجهيزه بأحدث التجهيزات الإلكترونية، بغرض تقديم خدمات إرشادية واستشارات هاتفية وحضورية، وتم تخصيص رقم موحد (920000900)، وهو هاتف شبه مجاني، إذ تحسب ال20 دقيقة بريال واحد فقط، ويتحمل المركز ما زاد على التعرفة خارج دائرة مئتي كيلو متر»، مشيراً إلى أن «الهاتف يستقبل أكثر من 60 حالة يومياًً، فيما كشف عن أن العام الماضي استقبل أكثر من 6500 استشارة مختصة». وزاد أنه يتم بعد استقبال الاستشارة على الهاتف تصنيفها حسب نوع الاستشارة، وتحويلها إلى المستشار المختص، ويتم بعد ذلك إعطاء المسترشد رقماً خاصاً به بدلاً من اسمه، بهدف الاستفادة منه في حالة الاتصال (المتابعة)، من خلال برنامج حاسوبي خاص. ويتم تحويل المسترشد إلى المستشار المختص، وبدوره يقوم بإكمال بيانات المسترشد، ويأخذ منه المعلومات العامة، التي لا تتضح منها شخصيته، وإنما المعلومات التي لها أثر في الاستشارة، ويتم التنسيق بين المستشار والمسترشد في مواعيد محددة لمتابعة الحالة والاطمئنان على سير خطوات العلاج، إلى أن يتم الانتهاء من المشكلة. وأبان أن معظم الاستشارات، ترد من النساء، وهي بنسبة 83 في المئة، والذكور بنسبة 17 في المئة، مضيفاً أن «الهاتف ساهم في خفض نسب الطلاق في محافظة الأحساء إلى 14 في المئة، والتي تعتبر أقل نسب الطلاق في مناطق ومحافظات المملكة، إضافة إلى حل عدد كبير من الحالات، وتأهيل المستشارين والمستشارات، من خلال إعداد برنامج إلكتروني متخصص، لضبط وتوثيق الاستشارات الهاتفية والحضورية إلكترونياً، وهو الأول من نوعه على مستوى المملكة، وتم نقله إلى 12 منطقة في المملكة. وأشار إلى أن بعض فئات المجتمع لا تزال تتخوف من الاستشارات الأسرية، نظراً للعادات والتقاليد والحفاظ على السرية، إلا أن القسم أخذ في اعتباره هذا الأمر وبدأ في التعامل معه على أساس تقديم الاستشارات في سرية تامة، من خلال برنامج حاسوبي مميز وسري في جميع البيانات، دون أن تسرب أي معلومة». وأكد على أن القسم لا يستقبل الفتاوى والمسائل الفقهية، والأحلام والرؤى، والرقية الشرعية، والمعونات المالية والعينية، والتوفيق بين زوجين، وكشف أن القسم لديه مختصون في مجال الطب النفسي، وفي مجال التعامل مع مدمني المخدرات، والتربية الخاصة.