تحفل كتب الاستشراق الروسي وغيرها بالحديث عن رحلات الحج التي نشروها واعتمدوا فيها على وثائق ومخطوطات محفوظة في أرشيفات ومكتبات عدة في بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، وقد نشر باللغة العربية كتاب بعنوان: (الحج قبل مائة عام) في بيروت عام 1414ه وعناية الجمهوريات الإسلامية في روسيا قديم بالحج، فهناك كتب مخطوطة ألفها حجاج روس لا نعرف عنها شيئاً، ولعل المسؤولين في مراكز البحث في جامعاتنا ودارة الملك عبد العزيز ومركز أبحاث الحج ومركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية تتبنى مشروعاً علمياً يهدف إلى البحث عن تلك التقارير والمخطوطات والكتب والوثائق في أماكنها المختلفة وتصويرها وجلبها وترجمتها ووضعها متاحة للباحثين ممن يهتمون بأمور الحج ورحلات الحج وترميم تلك المخطوطات وصيانتها ودمجها بأوعية المعلومات بأنماطها المتعددة وتوفيرها للمستفيدين منها بحيث نحصر تلك المخطوطات والرحلات من مظانها وتقديم المعلومة الصحيحة بشكل علمي دقيق، وكم نحن بحاجة إلى التعريف بأوعية المعلومات ومصادرها وأشكالها إلى جانب التوثيق الببلوجرافي لقضايا علمية ومسائل معرفية عن الكثير من التراث العربي الإسلامي في الشرق والغرب المنشور منه عامة والمخطوط منه خاصة في المكتبات ومراكز المعلومات وبيوتات الثقافة ووضع الفهارس الفنية والببلوجرافيات والكشافات وغيرها من الأدوات العلمية التي تحصر مصادر المعرفة من مظانها. إن الحج وعاء ثقافي هائل يستوعب تقاليد الحجاج وعاداتهم وذكرياتهم ومشاعرهم وكان الحجاج يصفون بدقة رحلاتهم إلى الحج ليتركوا لنا صوراً حية من صور ذلك الزمان الغابر وسيظل الحج ورحلته إلى البقاع المقدسة ملهماً للأدباء والمؤرخين والرحالة، وقد أصبح له مكتبة تحوي الكثير من المؤلفات والمخطوطات ليس من السهل أن يحيط بها الباحث في أدب وثقافة الحج.