الزملاء (الصعايدة الأفاضل) لا يعتدل مزاج الأغلبية منهم دون (فحل بصل)، يتم (دشه باليد) دشاً في الصباح الباكر، و(الدش) في قاموس أبناء النيل هو ضرب البصلة (براحة اليد) حتى تتفكك لقطع صغيرة متماسكة، ومن ثم الاستمتاع بالتهامها مع (جبنة بيضاء) تجلي الهم وتذهب الحزن؟! هنا يعيش الصعيدي الأصلي (لحظات من السعادة) غير المتناهية؛ لأنه يفك ريقه على أحلى ترويقة (بصل مملح) صباحي، يمنح يومه الطاقة والنشاط دون أن يفكر في رحلة الحياة الصعبة وظروف تأمين لقمة العيش..! هواة البصل يتجنبون تقطيعه أو (ذبحه) بالسكين؛ لأنهم يعتقدون أن تقطيع البصل يفقده خواصه (الطيارة). وعلى ذكر طيارة، هناك عشاق وهواة جدد (لعصر البصل) من الطبقات الأكثر (قدرة مالية) على طريقة: (نعم أهواه وذابحني، وعلى الردة أبي الشارة.. وهو بس لو يسامحني، أنا أرجع له طيارة.. طيارة)! وأنا هنا أتحدث عن عصير (ماء البصل) المقوي، إحدى التقليعات الشبابية الجديدة للعصائر (الطبيعية)، المكون من خلاصة عصر البصل مع بعض المُحسنات التي تمنح الطاقة وتغسل الجسم، كما يقول مروِّجوه..! لا أحد يشك في فوائد البصل، لكن بكل تأكيد نشك في نوايا من يروِّجون بين كل فترة وأخرى لمشروب (يمنح الطاقة)، ويطلقون عليه اسماً من الأسماء (الخنفشارية) إياها: فمن الأفوكادو، إلى الفخفخينة، ثم بوس الواوا، فعصير دلع بنات، وانتهاء بعصير البصل (طيارة)! لا أعرف أين ستقف بناء هذه الاكتشافات العربية الخطيرة، التي تمتد من (الذبابة الملعونة) التي طارت، ثم مواد البصل الطيارة، فعودة الحبيب بطيارة، والله يستر على عقل المواطن من الطيران! المؤكد أن العرب قادمون حتى ولو بدراجة 3 عجلات، ولاسيما أن منهم من يفطر بداية الشهر (فطور إنتركونتننتال) مع نزول الراتب، بينما يكثر من تقشير والتهام البصل في آخره! يتناسى البعض أن آثار ورائحة البصل بعد الأيام السوداء من الشهر تبقى عالقة وطيارة! جرب واسأل أحدهم: هل سبق أن أكلت بصلاً هذا الشهر؟! أو أكلته لمواطن؟! إذا كان (متحدثاً لبقاً) سيقول لك: هذا الكلام لا يمت للواقع بصله، بالضبط (بصل.. ه)! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]