برعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بدأت صباح الاثنين 8 /4 /1434ه فعاليات المؤتمر الدولي الأول لتوظيف التقنية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، بورشة عمل للدكتور دومينك مسارو من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية بعنوان (استخدام الصور المتحركة بالحاسب للأطفال ذوي التحديات اللغوية والحاسوبية)، وتناول عملية تطويره لبرنامج حاسوبي متحرك وثلاثي الأبعاد لتعليم التحدث واللغة يسمى بالدي (Baldi)، مشيراً إلى أن هذا البرنامج التدريبي اللغوي قد أظهر تحسنا في تعلم اللغة لذوي الإعاقة السمعية باستخدام نظام (بالدي). وبين الدكتور دومينك أن الأطفال الذي استخدموا البرنامج تطورت لديهم المصطلحات اللفظية وأصبحوا ينطقون الكلمات بأنفسهم وكذلك الأمر بالنسبة للتدرب على الكلام بلفظ كلمات محددة ثم التعميم لقطعة من الكلمات القصصية، كما أوضح أن برنامج (بالدي) يستهدف أيضاً أطفال التوحد من خلال استخدام البرنامج في العملية التعليمية والتدريبية وطريقة الألعاب التعليمية. ونوه الدكتور دومينك أن البرنامج يستخدم عدة لغات وأنتج مؤخراً نسخة عربية ويتوفر على أجهزة الآيباد والآيفون والأجهزة التي تعمل على نظام الاندرويد، واعتبر أن هذا البرنامج يساعد الأطفال بصفة عامة والأطفال المعاقين والتوحديين بصفة خاصة على معرفة مخارج الحروف من خلال تتبع حركة اللسان والشفتين في النطق. وفي الورشة الثانية للدكتور لورن كومنديوس أوكنر من جامعة براندمان بالولايات المتحدةالأمريكية تطرق ل(تصميم وتنفيذ مكتب خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة) لجميع أنواع الإعاقة ذات الأثر على طلبة الجامعة سواء كانت نفسية أو فيزيائية حسية أو غير ذلك، وعرض خلال الورشة العديد من دراسة الحالات والتصورات المختلفة. وبيّن أن التقديرات تشير إلى 10% أو أكثر من طلبة الجامعات لديهم نوع من أنواع الإعاقة مما يؤثر على تعلمهم وتحصيلهم الأكاديمي ونجاحهم بشكل عام، مشيراً أن هذا لا يشمل الطلبة الذين لديهم قصور في الانتباه وفرط الحركة أو إصابة دماغية أو ضعف السمع والبصر أو اضطرابات نفسية. وفي الورشة الثالثة للأستاذ أكرم بن خليل العيد من الإدارة العامة للتربية والتعليم بالجوف تحت عنوان (تدريب ذوي الإعاقات الشديدة على استخدام جهاز الكمبيوتر عن طريق الرأس) شرح المدرب كيفيه استخدام الجهاز وطرق استخدام الاختصارات وكيفية الحصول عليها، كما تناولت الورشة تشغيل برنامج ثبات المفاتيح والدخول إلى قائمة ابدأ والدخول إلى جهاز الكمبيوتر وتصغير جميع التبويبات المفتوحة وتشغيل برنامج أو فتح ملف وتحويل اللغة من العربية للإنجليزية والعكس وتثبيت مفتاح التحكم SHIFT وتثبيت مفتاح التحكم CTRL وتثبيت مفتاح التحكم ALT والعديد من وسائل التحكم والتعديل. وفي ختام الورشة أتاح الأستاذ العيد للحضور الفرصة لاستخدام الجهاز، كما أجاب على استفسارات الحضور المتعلقة بكيفية الحصول على الجهاز وإمكانية استخدام الجهاز على لوحة المفاتيح للكمبيوتر وأجهزة التابليت، ونوه إلى أنه يوجد في نهاية الجهاز قطعة حساسة كرأس الأصبع تمنح المستخدم التصفح بكل سهولة أثناء استخدام أجهزة التابليت. الورش المسائية حول الإنترنت بواسطة الصوت وتوظيف التقنيات استمرت ورشات العمل المسائية بورشة قدمها عضو هيئة التدريس في جامعة الأمام الدكتور إمداد خان تحت عنوان «الإنترنت بواسطة الصوت والتواصل مع الإنترنت بواسطة التحدث والإنصات باستخدام أي هاتف»، إلى أن تحميل البرامج الصوتية على الأجهزة الذكية يجب أن توفر لها الحماية الكافية، لعدم اختراقه من قبل بعض المتطفلين. وفي ذات السياق استعرض خان خلال الورشة، موقعا إلكترونيا صوتيا عالميا لذوي الاحتياجات الخاصة «netecho»، والذي يستطيع بدوره صاحب الإعاقة، الوصول عبر التحدث الصوتي للحاسب الآلي للأمر الذي يرغب البحث عنه، سواء عبر رغبته في تصفح الصحف المحلية والدولية، أو قراءة رسائل البريد الإلكتروني أو الإرسال، أو مواقع إلكترونية أخرى ومنتديات ونحوها، وذلك بعد أن يتم تفعيل رقم سري لدخوله للموقع . وأكد الدكتور خان أنه بإمكان ذوي الإعاقة في المملكة، استخدام الموقع الإلكتروني ذاته باستخدام أصواتهم، وأشار إلى أن الإنترنت عن طريق التحدث يتطور بسرعة ويحظى بقبول لكونه يقدم حلا للتعامل والتفاعل مع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفا :»أن تقنية الإنترنت باستخدام الصوت، تجعل محتوى الإنترنت دقيقاً سهل الإيجاد، وذا نظام صوتي كامل دون استخدام الكتابة». وفي ورشة أخرى، بعنوان «توظيف التقنية المساعدة «كنظام ايفيو» في تفسير الجداول والأشكال المصورة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية» قدمتها الأستاذة سمر خميس مدربة تقنيات المكفوفين في مركز خدمات الاحتياجات الخاصة للطالبات بجامعة الملك سعود وبحضور عدد من منسوبات قطاع التربية والتعليم ومراكز ومعاهد خدمات الاحتياجات الخاصة, وعدداً من المكفوفات والمهتمات في هذا المجال. وتناولت ورشة العمل عدة محاور شملت تعريفاً لمفردات ومواضيع الورشة والتي استعرضت المدربة من خلالها بمشاركة الحاضرات المشاكل التي تواجه المكفوفين وضعاف البصر في تفسير الجداول والرسومات البيانية, موضحة لهن التقنيات المساعدة المستخدمة في تفسير هذه الجداول والرسومات سواء كانت أجهزة أو أنظمة برمجية تستخدم كما هي أو تم التعديل والتطوير عليها، وأوردت عددا من الأمثلة التقنية الحديثة، مثل مفسر البرامج والنظام اللمسي وجهاز الفانتوم وبرنامج وصف الرسوم البيانية والماوس الوصفي وكذلك نظام ايفيو وآلية العمل به، والذي يتكون من طابعة تايجر وبرنامج قارىء الشاشة ولوح ايفيو إضافة إلى مجموعة برامج لتعريف الصور وقراءتها. وفي ورشة العمل السابعة التي جاء عنوانها «التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة السمعية والبصرية والحركية» للدكتور ديفد بانيس من مركز مدى للتقنية في دولة قطر. وبدأ الدكتور ديفد ورشة العمل بالحديث عن أهم التحديات والصعوبات التي واجهة مركز مدى معتبراً أن الأمر ليس سهلاً لاسيما في دول الخليج، وتطرق لأهم التقنيات التي تم وضعها في مركز مدى لمساعدة ذوي الإعاقات السمعية والبصرية والحركية واختيار الحلول المناسبة، منوهاً إلى تاريخ إنشاء المركز الذي بدأ منذ عام 2010 م وذكر الدكتور ديفد أن المحتوى العربي بالشبكة العنكبوتية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ضئيل جدا ولا يقارن بالخدمات والكتب المقدمة باللغة الإنجليزية إذ يبلغ عدد الكتب الموجودة بالشبكة باللغة الإنجليزية 170 ألف كتاب في حين لا يتعدى المحصول العربي من الكتب لهذه الفئة أكثر من 170 كتاباً فقط. عقب ذلك تناول الدكتور ديفد مع مسؤولة مركز مدى عرضاً تفصيلياً لأبرز الأجهزة والبرامج الموجودة بالمركز لديهم والتي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة وتحتاج إلى تدريب عملي لا يقل عن يومين من أجل أن يستفيد الطالب، وكان من أبرز تلك الأجهزة قارئ المستندات الذي يتيح استخدام النت، ويحول المستندات المبهمة إلى صور بديلة يمكن قراءتها، حيث تولى الدكتور ديفد عرضاً للجانب النظري في حين تناولت مسؤولة المركز شرح الجانب العملي، وقالت: هذه الأجهزة هي حصيلة عمل استغرق سنتين مؤكدة على مشكلة تعريب البرامج والأجهزة. وأوصى الدكتور ديفد بضرورة أن تكون تلك البرامج والأجهزة قليلة التكاليف حتى يستطيع ذوو الاحتياجات الخاصة اقتناءها مشيراً إلى أن بعض البرامج باهظة الثمن. عقب ذلك طرحت الورشة برنامج (كلكر 5) الذي يستخدم منذ أكثر من 30 سنة في بريطانيا وتولى مركز مدى تعريبه لمن لديهم صعوبات في التعلم حيث يعتبر البرنامج أداة تعليمية تساعد المعلم على توصيل المعلومة للطالب ولكنها لا تغني عن وجود المعلم، كما يشترط في هذا البرنامج تقييم الطالب مبدئياً ومعرفة مستوى الإعاقة لدى الطفل بشكل دقيق، كما تم شرح موقع (ATBAR) الذي يتيح فرصة تحميل بعض البرامج لذوي الاحتياجات الخاصة، وطريقة الاستفادة منها، هذا وأبدى بعض الحضور من السيدات ملاحظاتهن حول عدم وجود برامج خاصة بمن لديهن إعاقة سمعية شديدة، وكذلك معلمات هذه الفئة، وأشرن أن النصيب الأكبر للمكفوفين وذوي الإعاقة الحركية على حد تعبير بعض الحاضرات. وفي الورشة الأخيرة من فعاليات اليوم الأول استعرض الكفيف محمد سعد الشمري كيفية استخدام الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعية للمكفوفين، حيث قدم شرحاً مبسطاً على جهاز الآيفون، وأورد أكثر من 10 برامج تهم المكفوفين. وأشار إلى أن برنامج LOOK TEL يقوم بمعرفة الأشياء التي تكون أمام الكفيف مثل معرفته للمشروبات والنقود، كما قام بتطبيق عملي من خلال الدخول إلى برنامج الوتس اب وقرأ له الناطق الرسائل وذكر له بيانات المرسل والوقت. وفي ختام كل ورشة أتيح المجال لطرح الأسئلة والاستفسارات، وشهدت الورش استحسان الحضور والحاضرات وشهدت تفاعلاً وتبادل الآراء والنقاش ضمن معطيات المادة العلمية.