لن أدخل في تاريخ ومفهوم هذا المذهب الفني، لأن عدد كلمات المقال لن تكفي من ناحية، ويمكن للقارئ المهتم البحث بنفسه من ناحية أخرى، فقط تتبع أسلوب وتاريخ (Jackson Pollock) الأمريكي لتعي مفهوم هذا الأسلوب الناتج عن مرحلة زمنية بتأثيرات سياسية واجتماعية في بيئة ثقافية كان لابد أن تُفرز مثل هذا الأسلوب. مناسبة حديثي عن التجريدية التعبيرية هو زيارة فنانة أمريكية (ضمن برنامج التبادل الثقافي في السفارة الأمريكية) هي الأخرى نشأت في مرحلة ازدهار هذا الأسلوب في أمريكا، وتشبعت به وأصبح هو أسلوبها بمنطقية تستوعبها حين تتحدث وتشرح مصادر رؤيتها أو طريقتها في التعبير في محاضراتها أو ورشها الفنية التي طبقتها في عدد من الجهات هذا العام، وقبل سنتين من الآن في زيارتها الأولى. الفنانة الأمريكية لوري قودارد (Laurie Goddard) قد لا تكون بشهرة وعالمية جاكسون بولوك، ولكن تشاركه في صدق تعبيرها ضمن أسلوب فني ناتج عن بيئة واحدة. وحديثي هنا ينصب حول أهمية ارتباط الأسلوب الفني ومصدر الرؤية بكل ما يدور حول الفنان، إذا أراد أن يكون عمله متفردا، وصادقا، وأصيلا، كما يجب أن تعكس أعمال الفنان شخصيته، فقراءة الشخصية من خلال العمل الفني أصدق بكثير من تحليلها من خلال الأبراج! أعود إلى لوري والتجريدية التعبيرية التي ارتبطت بمجتمع خرج من الحرب العالمية الثانية وهو يكسر القيد تلو الآخر، سواء أكانت قيود دينية أو سياسية أو اجتماعية، إضافة إلى حرية التعبير بالأسلوب الذي يناسب الفرد ما لم يؤثر على حدود أو حرية الغير، وعليه أتساءل، هل التجريدية التعبيرية بهذا المفهوم ووفق المذهب الأمريكي (حيث نشأت تلك المدرسة الفنية) يمكن أن تكون تعبيرا صادقا في أعمال فنانينا المحليين وضمن ثقافتنا؟. [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية