قبل عدة أشهر تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المصادر خبر عرض الفنان السعودي أحمد ماطر لأحد أعماله في متحف في إسرائيل، أنا وغيري الكثير صُدمنا بالخبر، وتساءل العديد من الفنانين عن حقيقة الخبر، وحاولت شخصيا البحث عن مصادر ذات مصداقية أعتمد عليها كي أتخذ موقفاً على الأقل، فلم أجد، بل لم نجد حتى ردا من الفنان نفسه ينفي أو يثبت الواقعة. وبعد فترة قليلة، توقف الحديث والبحث، وربما تناسى الناس أو طوى النسيان الموضوع كما يطوي أي خبر بعد فترة، واليوم أعود لإثارته، بسبب تغريدة على تويتر نشرها الأستاذ عبدالله الكويليت يتساءل فيها عن أعمال ماطر بناء على قصاصة أرفقها بتغريدته تحوي خبرا من مصدر أجنبي يتناول تفاصيل العمل والمشاركة، ويؤكد الخبر المشار إليه، عرض عمل ماطر في أحد متاحف إسرائيل، إلا أن الخبر (بقصد أو بدون قصد) يذكر أن العمل مُقتنى من قبل أحد المستثمرين الأمريكيين، وهو من شارك به، بحيث أن الصورة وضحت حاليا في اللبس الذي رافق النسخة القديمة من الخبر في أن ماطر قد شارك بنفسه أو بالنسخة الأكثر إثارة والتي تقول بدخول ماطر إسرائيل والمشاركة بشخصه، في نهاية الأمر، أعتقد أننا بصدد موضوع وقضية ربما تطرح مرة أخرى مع أعمال فنانين آخرين، تتمثل في الفارق بين الفنان كشخص، والعمل الفني كنتاج إبداعي، وبين المشاركة الوجدانية، والحضور الثقافي. فكلنا يعلم أن العمل الفني، كعمل إبداعي مثله مثل الكتاب، حين يخرج من يد المبدع، لم يعد في استطاعته أن يتحكم في مكان بيعه أو عرضه، خصوصا وأن عملية البيع لم تكن مباشرة أو تخالف الأنظمة والقوانين المتبعة في التعامل مع إسرائيل كدولة، وبدلا من أن ننظر للموضوع بسلبية، ربما علينا النظر إلى الجانب الإيجابي، في وصول مبدع فني ثقافي إلى عدو لا يرى فينا سوى «الخاسر» أمامه في حرب سياسية لا نزال، ولا يزال الشعب الفلسطيني يعاني تبعاتها. [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D