عدّ الإيرانيون العام (2012) بأنّه من أسوأ الأعوام؛ وذلك بسبب المشكلات الاقتصاديَّة والسياسيَّة، وبالطبع فإنّ المناورات البحريَّة الإيرانيَّة في الخليج رغم ما تشهده من فصول متلاحقة للقتال أمام الهجمات الوهمية من تغطية عمَّا يدور في الداخل الإيراني من أحداث ساخنة ترتبط بالأزمة الاقتصاديَّة والصراع السياسي بين النُّخب السياسيَّة المختلفة على الاستحقاق الرئاسي المقبل في 2013م. وتشكِّل الأزمة الاقتصاديَّة في إيران أولوية الأحداث الساخنة للعام 2012م بسبب عجز الحكومة والنظام عن إيجاد حلٍّ لهذه الأزمة التي باتت تُهدِّد النظام برمته. والحقيقة أن القرارات التي فرضتها الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي ضد التجارة النقديَّة واستيرد النفط هي التي تسبَّبت في إفلاس خزينة حكومة نجاد التي كانت تتباهى في السابق بأن الحصار النفطي لن يؤثِّر على اقتصاد إيران، لكن ارتفاع الأسعار بِشَكلٍّ يومي كشف عن حقائق مرة في الشارع الإيراني، فسعر الدُّولار الذي كان 800 تومان وبات اليوم 3300 تومان، ولهذا السبب زادت أعداد الفقراء في إيران إلى 60 في المئة، تلك المؤشرات تمثِّل أسوأ المؤشرات للاقتصاد الإيراني في عام 2012م. وإلى جانب الأزمة الاقتصاديَّة وتداعياتها فإنَّ الأزمة السياسيَّة الداخليَّة لازالت في أوجها وخصوصًا أن الأصوليين المقربين من المرشد علي خامنئي وجدوا ضالتهم في الذكرى السنوية للاحتجاجات في 30 يونيو 2009 ضد انتخاب الرئيس أحمدي نجاد، فقد احتفل الأصوليون المتشددون بهذه الذكرى 30 ديسمبر قبل أيام ووزعوا الاتهامات عبر المنابر وأعمدة الصُّحف ومحطات التلفزة إلى قادة المعارضة الإصلاحية الذين يصفونهم بقادة الفتنة، وهم رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي والرئيس الإصلاحي محمد خاتمي والشيخ هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام. وقد كشفت تصريحات الأصوليين المقرَّبين من المرشد خامنئي عن اختلاف واضح بين تلك الجماعة حيال الأحكام القضائيَّة ضد قادة المعارضة، فقائد البسيج اللواء محمد نقدي دعا إلى محاكمتهم وإسقاط الجنسية الإيرانية عنهم، لأنهم خانوا الثورة وولاية الفقيه. من جانبه عدّ أحمد علم الهدى ممثل خامنئي في مدينة مشهد شمال شرق إيران أن زعماء المعارضة هم زعماء الفتنة وهم مهندسوها ويجب محاكمتهم. في مقابل ذلك يواصل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد طرح أفكاره الإصلاحية المثيرة للجدل، وقد جدَّد انتقاداته لفرض القيم الإسلاميَّة على الإيرانيين بالقوة. وانتقد أيْضًا بعض المعايير لاختيار الطلاب في الجامعات، وذكر حالة طالب رفض طلب تسجيله في ثمانينيات القرن الماضي؛ لأنّه كان يحلق لحيته. وانتقد نجاد أيْضًا الأسئلة التي تطرحها إدارة الجامعة على الشباب قبل قبولهم. كما واصل الرئيس نجاد ثورته ضد التجارالمقرَّبين من خامنئي ورفسنجاني قائلاً: يجب أن يتصدى جميع الإيرانيين للحياة الاقتصاديَّة وليس فئة معينة.