يودع الإيرانيون العام الميلادي الراهن على وقع المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولأول مرة في تاريخ الجمهورية الاسلامية منذ نشأتها عام1979 يشهد الريال الإيراني حالات من الاحتضار، حيث بلغت قيمته مقابل الدولار34 ألفا بينما كانت قيمته في بداية العام الميلادي2012 هي 12 ألف، وتسبب ذلك في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإنشائية ولم تسعف رواتب العمال والموظفيين في إطفاء الحاجات الضرورية، لذلك اعترف المركز الاجتماعي للإحصاء بأن هناك أكثر من 60% من الايرانيين يعيشون تحت خط الفقر، والحقيقة أن التردي المعيشي للمواطنيين جاء بسبب العقوبات الأمريكية - الأوربية الأخيرة التي اشتملت علي فقرات لم تشملها العقوبات الاقتصادية السابقة، حيث ركز الرئيس الأمريكي أوباما وزعماء الاتحاد الأوربي علي فرض مشروع للعقوبات يتركز على المعاملات النقدية والبنوك إضافة إلى ذلك فإن الدول الغربية تيقنت بأن إيران تعتمد في حياتها المعيشية على صادرات النفط علي العكس من تصريحات الرئيس نجاد الذي أعلن مرارًا بأن إيران لم تعد تعتمد علي الصادرات النفطية، لكن ماتشهده إيران من أزمات دليل واضح على أنها تعتمد على الصادرات النفطية بصورة أساسية. كما أن التعاون التجاري مع الشركات الأمريكية والأوربية إلى جانب المشكلات المعيشية في إيران الذي شكل أبرز الملامح لهذه السنة وهي ملامح تتناقض مع التسمية التي أطلقها المرشد خامنئي علي العام الإيراني بأنه عام الانتاج والتطور الصناعي، حيث شهدت طهران انتكاسة لا توصف في المجال الانتاجي والزراعي وتراجعت حسب تقارير المؤسسات الدولية الاقتصادية إلى المراتب الأخيرة. وشهد الشارع الإيراني خلال هذا العام صراعًا سياسيًا لازالت تداعياته تتواصل، فقد واصل الأصوليون المقربون من المرشد علي خامنئي انتقاداتهم ضد قادة المعارضة رفسنجاني والرئيس الاصلاحي محمد خاتمي ورئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان الأسبق مهدي كروبي، وقد دعا النائب المتشدد حميد رسايي إلى ضرورة إعدام تلك الزعامات التي قادت الاحتجاجات في 12يونيو2009 بعد محاكمتهم بشكل عادل!!!. وقال حميد: «إذا لم يتم محاكمتهم فينبغي طردهم إلى خارج ايران». كما واصل هذا النائب اتهاماته لعائلة رفسنجاني في وقت امتنع البرلمان عن قراءة دفاع عائلة رفسنجاني داخل البرلمان بشكل كامل مما دفع عائلة رفسنجاني إلى تقديم شكوى ضد النائب حميد رسايي. من جهته، أكد قائد الباسيج اللواء محمد نقدي أن الشخص الذي أطلق سراحه «يقصد مهدي هاشمي رفسنجاني» بضمانة الأموال الطائلة لا يمكن له أن يدعي الاصلاح. واتهم نقدي رفسنجاني بالانضمام إلى التيارات التي ساهمت في الاحتجاجات لضرب قيم الثورة. وتراجعت إيران خلال هذا العام عن ثوابتها النووية بعد تزايد الحظر الاقتصادي وأكدت في اجتماعات سرية مع الدول الأوربية وأمريكا بأنها يمكن أن تعلق التخصيب بنسبة 20% بشرط أن تعلق أمريكا والدول الأوربية الحصار الاقتصادي.