انطلقت المئات من نساء مدينة الفلوجة العراقية في مظاهرة أمس الثلاثاء إلى مقبرة الشهداء وسط المدينة المشهورة بمقاومتها للاحتلال الأمريكي، تنديداً بما وصفوه ب«انتهاكات الحكومة العراقية ضد المعتقلات داخل السجون»، مطالبات بإطلاق سراحهن. ويأتي هذا فيما بدأ أهالي المدينة منذ مساء أمس اعتصاماً دعماً للمعتصمين في ساحة الكرامة بالأنبار احتجاجاً على «سياسة التهميش والإقصاء التي تمارسها الحكومة العراقية ضد السُّنة المطالبة بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين في السجون دون اتهام»، على حد المطالب التي يرفعونها. وقالت إحدى منظمات المظاهرة النسائية: «إن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو الوقوف إلى جانب النساء المعتقلات في السجون الحكومية، اللواتي يتعرضن لسوء المعاملة، ويعانين من عدم المحاكمة لسنوات طويلة، ونريد أن نقول من هنا إنهن لسن وحدهن، نحن معهن». مشيرة إلى أن عدداً من الحافلات «وصلت إلى الفلوجة، تقل نساء من أرجاء المحافظة وبقية المحافظات، للمشاركة في المظاهرة». ونصب المعتصمون من أهالي المدينة خياماً على الطريق الدولي السريع شرقي الفلوجة ل«التضامن مع المعتصمين وإيصال رسالة تطالب بتصحيح مسار العملية السياسية وإطلاق سراح السجناء الأبرياء، ومحاسبة المسؤولين عن التعذيب والاغتصاب بالسجون». وبالتزامن يستمر في مدينة الرمادي العراقية لليوم الحادي عشر على التوالي الاعتصام، بمشاركة الآلاف من المعتصمين الذين قدموا من مختلف المدن العراقية. من جهة أخرى أفاد مسؤول أمني عراقي بارز أمس الثلاثاء بأن القوات العراقية اعتقلت 18 شخصاً، بينهم أعضاء بتنظيم القاعدة، في عملية أمنية نفذت في مناطق شمالي مدينة الكوت (180 كم جنوب شرقي بغداد). وقال اللواء حسين عبد الهادي قائد شرطة الكوت: « إن قوات شرطة الكوت نفذت عملية دهم وتفتيش في قرى تابعة لقضاء الصويرة شمالي مدينة الكوت، أسفرت عن اعتقال 12 شخصاً؛ لانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، وهم مطلوبون وفق قانون الإرهاب». وأضاف بأن «قوات من الشرطة تمكنت خلال ممارسة أمنية نفذتها في مدينة الكوت مركز المحافظة من اعتقال ستة مطلوبين، يشكلون عصابة لسرقة الدور والمحال التجارية في المحافظة»، وأن عملية الاعتقال «استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة».