عندما يسيل الماء من تحتنا ونحس به متأخرين فذلك يعني الغرق!,, لفت انتباهي صراع يومي بيني وبين ابنتي التي لم تبلغ الرابعة بعد على جهاز التحكم بالتليفزيون,, حتى أنها عبرت لي ببراءة الطفولة عن رغبتها في ألا أعود إلى البيت إلا بعد انتهاء برامج الأطفال الكرتونية ,, فمن منا يصادر حرية الآخر؟. أليس لي الحق بالاطلاع على ما يجري من خلال المنافذ القنوات التي ترصد الحدث في حينه، وأحياناً تستبق الأحداث!,. وكذلك من حق الطفلة أن تكتسب المعرفة لغة ومفاهيم,. إذاً أين تكمن المفارقة؟ ومن المسؤول عنه,, لقد كان الآباء قديماً يرسلون أبناءهم إلى الصحراء ليرضعوا الفصاحة بين العرب الصرحاء الأقحاح,, فأين هم اليوم لنرضع أبناءنا فيهم,, إننا اليوم نعهد بتربية أبنائنا إلى الأفلام الكرتونية التي تقدم اللغة بألسنة الحيوانات أي بعبارة النقاد المحدثين تؤنسن الحيوان والخشية في أن تفعل العكس!,. كلنا يدرك تأثر الطفل السريع وولعه بالتقليد، فما الذين يمكن أن يكون عليه أطفالنا في الغد بعد أن أشبعوا بشخصيات كرتونية تقدم النمط المثالي بصورة حيوان ذي بعد بطولي يتمتع بقدرات خارقة,, لا شك أنه سيوجه تفكير الطفل باتجاه الوهم والأسطورة أي أنه يعود به انتكاساً إلى الوراء إلى حقبة الظلام,, حيث كان فهم الوجود ضرباً من الوهم والتكهنات، وفي أحسن حالاته هرطقة فلاسفة يتفلسفون!,. لقد هدانا الله سبحانه إلى سواء الصراط فأدركنا أنفسنا وما حولنا والغاية التي خلقنا من أجلها,,فلماذا نضن بإيصال هذا الفهم إلى أبنائنا بلغة وأسلوب يناسبان أعمارهم؟,, هل المشكلة في اللغة، ونحن أربابها؟ أم المشكلة في النموذج والمثل ولدينا خالد وسعد وصلاح الدين؟ أم أن المشكلة في التوجيه والإشراف المؤسساتي على أدلجة المجتمع والطفل بصفة خاصة ربما يكون هنا بيت القصيد!,. فالمجلس العربي للطفولة والتنمية يعرف بنفسه في الواقع بأنه هيئة فخرية تجيد عقد الاجتماعات ليس إلا!,.