السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: في الدول المتقدمة يحرص الجميع على احترام الانظمة والقوانين، كما يحرص الجميع على التقيد بأنظمة وقواعد وارشادات السلامة من اجل الجميع. يقول علماء النفس والاجتماع:إذا أردت ان تعرف مستوى الوعي في اي بلد تنزل فيه، فانظر الى الشوارع، فمستوى القيادة هو مستوى الوعي، والوعي عدوى جميلة نسأل المولى القدير ان يصاب بها جميع افراد المجتمع لأن الوعي يعني إدراك وتفهم مساوىء ومحاسن الشيء. وكان لابد من وقفة جادة من الجميع كل في موقعه لوقف الهدر والنزيف الدموي، بسبب الحوادث المرورية المروعة التي قد لا يوجد بيت أو أحد الا وقد عانى من المصائب والكوارث التي خلفتها له. فالحادث المروري يعني ان هناك مصيبة أو كارثة تطرق الباب ويعني ايضا ان هناك اطفالاً قد يتيتمون ونساء قد تترمل وأمهات قد يسكن الحزن قلوبهن إلى الأبد، ويعني الحادث المروري ايضا، ان هناك إعاقات وعاهات مستديمة ستحدث. ان القيادة المتهورة، وعدم تقيد البعض بأنظمة وقواعد وأصول وإرشادات السلامة، جعلت من شوارعنا مسرحاً مزعجاً للموت الآدمي كل يوم، ولأن كل عمل خارج عن المألوف جنون، فإن التهور وصل ببعض السائقين الى حد الجنون,, نعم الجنون، وكأن البعض لا يرتاح الا بارتكاب مخالفة مرورية، أو ان يقود سيارته بكل تهور، غير عابىء بما قد يسببه لنفسه ولغيره من المآسي والأحزان التي عانينا منها الشيء الكثير. حتى أعداد السجناء زادت بسبب الحوادث المرورية، فكم من موقوف على ذمة قضية مالية مطالب بها لضحاياه من الحوادث؟؟! تقول الحكمة الهندية: إذ أنت مشيت بهدوء فإن الأرض ستتحملك. فما الذي يمنع بعض سائقي السيارات من السير بسياراتهم بهدوء؟!! إخواني الكرام: إن الانسان في هذه البلاد الكريمة هو غاية التنمية ووسيلتها، والإنسان العاقل هو من يقف في وجه الخطأ بكل شجاعة، حتى الشكل الجمالي والممتلكات العامة تشوهت بسبب الحوادث المرورية المروعة، ولا اريد ان اشير الى الاحصائية المروعة للحوادث خلال عشر سنوات اي من عام (1410 1419ه) لأنني أخشى ان يغمى على البعض وتذكر عزيزي السائق: أن ابنك وقريبك وحبيبك يسير في الشارع، وتذكر ان ابن وقريب وحبيب غيرك يسير ايضاً في الشارع، فإذا كان هناك من يعز عليك، فالناس ايضا لهم أناس يعزون عليهم. علينا أن نجعل المتهور يحس بأنه إنسان شاذ عن البقية لعدم تقيده بأنظمة السلامة، فذلك الشذوذ سيجعله يسير كغيره من المنضبطين. ناهيك عن ظاهرة أخرى مزعجة، تحدث في شوارعنا، وفيها حدث ولا حرج، وهي ظاهرة المسيرات الرياضية التي يقوم بها بعض المراهقين، دون أدنى شعور بالمسئولية، ودون ادنى حياء ايضاً، فهناك المريض أزعجوه، والطفل أفزعوه، حتى ان بعض المراهقين لا يدري من هو الفريق الفائز ولكنه انضم الى المسيرة عملاً بالمثل القائل معهم، معهم، عليهم، عليهم ولو سألت أغلب المشاركين من المراهقين بالمسيرات الرياضية عن دروسهم لما أجابوا، ولكن اسألهم عن قصة حياة لاعب كرة او فريق لأجابوا وبكل سرعة وثقة؟؟! ولكن أين آباء أولئك المراهقين؟ هل هم على رضا بما يفعله أبناؤهم؟؟! التجمهر حوال الحوادث المرورية، من أسباب الحوادث ايضاً، فلو صاح احد وقال (تبرعات) لوجدت غالبيتهم قد انسحب؟؟! والتجمهر ايضا يعني اعاقة المختصين عن أداء عملهم الانساني. انتهت الحملة الاعلامية للتوعية الأمنية والمرورية، ونرجو من رجال الأمن تطبيق أقصى العقوبات على المخالفين، وعدم السماح للمتهورين بتهديد وتعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، فالنظام يسري على الجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مفلح بن حمود بن مفلح الأشجعي عرعر المحمدية