سيقف القلم حائرا في رثاء -الشيخ- محمد بن عبد الله السبيل، وسننام الليلة على نصل ذكرى، حين نستيقن معادلة الفراق حتى اليقين، بعد أن كان ملء العين على صفحات الزمن، وبمثابة النسمات التي ترطب علينا جفوة الحياة. صوته الرخيم، لا يزال يسري في آذان محبيه على إثر سنوات قد مضت، وامتدت روحانياتها على مداد مواسم رمضانية قد خلت؛ ليشاركنا عبادة الصلاة، والقيام، والقرآن، والإيمان؛ وليبقى رسمه، واسمه محفورا في ذاكرة المكان المقدس، عندما يكون عنوان صحيفته ثناء الناس عليه، بعد أن خلّف نبأ وفاته حزنا عميقا في قلوب محبيه. لم يكن يوما متعاليا، فمن عرفه عرف قيمة الإنسان، حين علمهم أبجدية الحياة، وتهجئة أقدارها. ويكفيه فخراً، أن كان عظيم الاهتمام بأوضاع المسلمين، الحامل لقضيتهم، المؤمن برسالتهم. عندما لازم السرير، وصارع ألم السنين، اختبأت بين قطرات دموع محبيه، التي نهلت كسكب الغيث. ومع هذا فقد كان قليل التشكي، كثيرا ما يظهر التفاؤل، والأمل؛ لتتسع مساحات الحزن حيث لا نهاية لها، ويقضي الدهر بغيابه. تتشابك الذكريات، ولا يبقى -حينئذ- إلا اقتضاء حسن الأثر؛ لنبتهل إلى الله بدعوات الرحمة، التي ستصعد إلى سلم السماء، وقد فارقت عالمنا بهدوء، وتأوي روحك حيث شاء ربنا، ترقد في مثواك الأخير؛ لنناجي الرحمن بأن يسكنك فسيح الجنان، وينعم عليك بالرحمة، والغفران، وإنا على فراقك أيها الشيخ لمحزونون. [email protected]