فقدنا بحزنٍ - قاتم موجع - زميلنا الأستاذ عامر اللويحق - رحمه الله - وبالرغم من أنني لم أتعرّف على الزميل عامر إلا في مجلس الشورى، فقد كان - رحمه الله - من الأشخاص الذين يذهبون إلى قلبك من أول لقاء.. فقد كان ودوداً مهذباً راقياً في تعامله، راقياً في حديثه، تشعر معه أنك أمام إنسان استتمت به خصال الإنسان المؤمن النبيل، كانت مشاركته في نقاش المجلس تدل على رزانة، واستيعاب.. وقد سافرنا سوية إلى منطقة الجوف، بدعوة كريمة من زملائنا أبناء المنطقة، حيث وجدنا النبل، والكرم مستوطنين هناك.. فعرفته - رحمه الله - في تلك الرحلة عن كثب، عرفت فيه اللياقة، واللباقة، والكياسة والأدب الجمّ، كان موزون الحديث، موزون الرأي، موزون الكلمة، طيب المعشر، طيب الحديث، له إلمام واسع بثقافة المجتمع، ولديه من القصص، والحكايات والأحاديث الطريفة ما يجعلك تصغي إليه بنهم.. ولقد عرفتُ فيه الرجل المحبّ للخير، ومساعدة الآخرين كان كثير الشفاعات لمن يحتاجون إليها.. وحينما أصابه المرض، أصابنا الحزن في المجلس وكان - رحمه الله - يتحامل على نفسه، كان قليل التشكي، يُظهر التفاؤل والأمل، كان يحضر الجلسات، يشارك، ويناقش.. وكنا نفرح بوجوده، وحديثه، وسماع صوته.. حتى تمكن منه المرض، فتقطع حضوره، ثم اختفى وظللنا معلقين رجاءنا بالله، ولكن الله غالبٌ على أمره، ولا مرد لقضائه، وتمت كلمة الأجل ورحل الرجل الطيب إلى بارئه.. ولقد فقدنا بحق زميلاً عزيزاً نادراً، فقدناه، وفقده محبوه، وعارفوه، فله الدعاء منا بالمغفرة، والرحمة، ولأبنائه، وأسرته، ومحبيه، خالص العزاء، وكذلك لجميع الزملاء في المجلس، والذين بلا شك يشاطرونني الحزن والألم، والدعاء له بالرحمة، والمغفرة.. وإنا على فراقك يا - عامر - لمحزونون، وطاب مثواك عند مولاك..