دائماً أنحاز عند الأجابة على سؤال عمن يستحق بطولة الدوري هذا الموسم الى أهمية أن يذهب اللقب الأهم والأكبر للفريق الأفضل والأقوى والذي بذل جهداً أكبر في الملعب واعتمد على نتائجه ومستوياته في المباريات، لا ينتظر هدايا ولا يرتكز على تعثر ونتائج المنافسين، وإنما يأكل بيده أو هو ينتصر بأقدام لاعبيه. * انحياز كثير من جماهير الأندية الأخرى (غير الجماهيرية) هذا الموسم مع متصدر الدوري حتى الآن فريق الفتح، له إضافات أخرى غير قوته ومستوياته ونتائجه. فتجربة الفريق تستحق أن تكتمل وأن تثمر عن المحصلة الكبيرة والنتاج الأعظم (بطولة الدوري)، حتى تكون دافعاً قوياً وحافزاً مؤثراً ودليلاً معنوياً للفرق الأخرى غير الكبيرة وغير الجماهيرية (فرق الوسط) التي ليست من أندية المال والنفوذ، وتتأكد أن مقومات الظهور بقوة وتحقيق نتائج إيجابية وكبيرة ومستوياته مبهرة وجندلت المنافسين الأقوياء ليس بالضرورة أن يكون مهرة وليس شرطاً أن يسبقه هدر الأموال الكبيرة وتوقيع العقود الضخمة والتعاقد مع الأسماء الأعلامية والجماهيرية وتغيير المدربين باستمرار، وليس شرطاً التمسك بمقولة أبناء النادي والإبقاء عليهم وإنما عوامل أخرى منها الاستقرار والقرار و(خلق) مجموعة متجانسة بإبقاء من يعطي ويستحق واستقطاب من يتوافق واحتياجات الفريق. ولا مانع من ترك من يريد الخروج يذهب غير مأسوف عليه، فالبقاء لمن يريد ويرغب الاستمرارية فيقدم العطاء وتكون لديه دوافع البذل والعطاء وتقديم الجهد وبالتالي المشاركة الجماعية في العمل الجاد والمتوازن وبذل الجهود المتواصلة فتأتي الثمرة يانعة ولو لاحقاً أو بعد سنوات تكون قصيرة وإن طالت. * نجاح الفتح في تحقيق بطولة الدوري -إن شاء الله- أو حتى استمراره على الأقل حتى النهاية منافساًَ قوياً وتمسكه بمقعد متقدم في الترتيب وضمان المشاركة آسوياً سيرسم (خارطة طريق) جديدة للدوري وللمنافسات المحلية وينعكس إيجاباً على اشتداد المجابهة وتوسع ورقعة المنافسة. فمن كان يتوقع أن تتحول مباريات الفريق مع الفرق الكبيرة في الأحساء وخارجها الى كلاسيكو ومواجهات منتظرة أعلامياً وجماهيرياً؟ ذلك حدث ومن شأنه أن يفرض على أندية أخرى من أندية الوسط وغيرها والتي تقودها إدارات واعية ومستقرة تغيير سياساتها واستبدال منهجها واستنساخ آلية إدارة النموذجي وسياستها ومشروعها الرياضي الناجح جداً. مبادرة عملية وقدوة وطنية خارطة أخرى للعمل الإداري العام وقيادة كرة القدم السعودية منتظرة وواجبة من قبل الاتحاد السعودي الجديد الذي تم انتخابه الأسبوع الماضي، وأصبح اتحاداً (مستقلاً) لا يتبع أحداً، ولا يملك قراره فرد، ومرجعه (جمعيته العمومية) ومظلته الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). ومبهج أن أول عمل رسمي (دولي) للاتحاد سيكون لقاؤه برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر في زيارته للمملكة، لقد نجحت الانتخابات الرياضية، وقدم الرياضيون الصورة المشرقة والحضارية، وأكدوا تمتعهم بثقافة ووعي الانتخابات وتقبل نتائجها وما تسفر عنها، وذلك (وجه جميل) آخر للرياضة يقدم للمجتمع، وليكون تأكيد على حضارية الإنسان السعودي ووعيه، سيكون ذلك هو المثال والنموذج -بإذن الله- لكل الانتخابات المحلية القادمة وفي المجالات الحياتية الأخرى، قدر الرياضيين في المملكة أنهم سباقون في كثير من المجالات وقدوة في الأخذ بزمام المبادرة في العديد من المواقف والتجارب، ومن حق كل رياضي سعودي بغض النظر عن ميوله وألوانه أن يسعد بذلك ويفاخر به في كل مكان. كلام مشفر * انتقائية كبيرة يتبعها بعض الإعلاميين في التعامل مع أوضاع نادي الاتحاد ومدربه ولاعبيه، فمثلاً في سياق اللاعبين يركزون على نايف هزازي وحكاية سفراته الى دبي وأبرزوا أخبراً سفر اللاعبين (الشباب) الى دولة مجاورة بعد مباراة الاتفاق الدورية ومعاقبتهم. لكنهم صمتوا وغيبوا خبر خروج (الكابتن) بعد الساعة الثانية من منتصف ليلة مباراة الفريق الهامة جداً أمام القادسية في مسابقة كأس ولي العهد رغم علمهم ووصول الخبر إليهم، ولكنهم أخفوه. بل إنهم قادوا حملة مع المشرف على الفريق وبعض الإداريين (لتمييع) الموضوع وعدم الحديث عن الموضوع نهائيًا ورضخوا جميعاً، فأي بناء وأى إحلال وأي انضباط وأي نجاح أو عودة منتظرة للفريق؟! بل أي مدرب يريدونه يأتي وينجح، لن يحدث ذلك، فإذا ذهب كتنيدا بالطريقة الحالية وبرغبة بعض اللاعبين (العواجيز) وتخطيطهم ومن يسايرهم من الإعلاميين وبعد (التلاعب) بالنتائج فسيذهب أي مدرب قادم لا يطواعهم وبالطريقة نفسها.. والدليل قبل كانيدا كالديرون ومانويل جوزية وغيرهما؟! * نجاح انتخابات اتحاد كرة القدم من البداية الى النهاية وهي الانتخابات الكاملة وليست النسبية وما أسفرت عنه من قدوم أسماء (مهمة) جداً الى عضوية مجلس إدارة الاتحاد سيكون له تأثيره الكبير مستقبلاً حتى خارج إطار الرياضة. * أندية كثيرة معنية بأسلوب وسياسة الفتح ومنها على سبيل المثال نادي الوحدة بمكة، فالنادي يملك كل المقومات التي لدى الفتح وزيادة عليها غير أنه يحتاج إلى سياسة واضحة ومنهجية ثابتة يسير عليها. * وعلى سبيل الاستشهاد فحتى الآن يقال إن إدارة الوحدة صرفت أكثر من مائة وأربعين مليون ريال ونحن في منتصف الموسم. وما نعرفه أن ميزانية الفتح في الموسم كله لا تتجاوز مائة مليون، وهذا مثال واحد.