سبق وأن كتبت أن الأندية التي تتمسك بمبادئ رياضية وإدارية خاصة بها، ولها (نظم) تسير عليها وتتوارثها إداراتها، تبقي دوماً قوية ومتماسكة وفي الطليعة، تتقدم الصفوف وتسبق المنافسين وتتفوق على الملاحقين وتحقق البطولات، وضربت مثلاً فقلت أن مانشستر يونايتد هو (المثال) العالمي لهكذا نادي، والأهلي المصري عربياً والهلال محلياً وخليجياً، وهناك العديد من الشواهد الحية الماثلة أمامنا في هذا المجال، ويمكن الاستشهاد بها.. في الأسبوع الماضي وفي مباراة ديربي الرياض قدم الهلال شاهداً آخر ومثالاً جديداً لمن يعرف ولمن يريد أن يعرف وحتى لمن لا يعترف.. فرغم أهمية المباراة بحكم المنافسة وصداها الإعلامي الكبير، وغلاوة نقاطها الثلاث إلا أن (الزعيم) كان يقدم درساً بالمجان، عندما قام مدربه بإبعاد محترفه غير السعودي الكاميروني إيمانا عن تشكيلة الفريق وعاقبه بعدم إشراكه في المباراة نتيجة خطأ بدر منه، هو عند كثير من الأندية وجماهيرها ومسؤوليها (خطأ بسيط وعابر يحصل في كل فريق) وما بين القوسين هي (أكليشة) دأب مسؤولو الكثير من الأندية على قولها وعلى الاختفاء خلفها، عندما (يُجبنُون) عن مواجهة أخطاء وتجاوزات وضرب لاعبيهم للأنظمة والتعليمات عرض الحائط، والاستهتار بالنادي واسمه وكيانه، وعدم احترام مسؤوليه وأجهزته الإدارية والفنية، نتيجة عدم وجود تطبيق لنظام وعدم احترام أو وجود مبادئ يتم التمسك بها، وبالتالي يسهل على كثير من اللاعبين (المستهترين) تحويل الفريق إلى مرتع وفوضى.. وإذا كان الهلال محلياً هو مثال النادي الكبير الذي يطبق ويتمسك بالأنظمة والمبادئ، فإن نادي الاتحاد هو محلياً مثال النادي الكبير الذي ليس فيه مبادئ أو لا تحترم فيه المبادئ، والذي لا يطبق الأنظمة ولا اللوائح وبالتالي يشرع أبوابه أمام فوضي اللاعبين وتقلباتهم واستهتارهم وتلاعبهم بالكيان، وعدم تقدير جماهيره وعدم احترام مسؤوليه، حتى وصلت الأمور إلى أن يحدد بعض اللاعبين تشكيلة الفريق ويقررون من يلعب إلى جوارهم ويرفضون آخرين، وإلى أن يختار لاعبون متى يسافرون ومتى يرفضون اللعب، ويبحث لاعبون عقودهم سارية عن عروض خارجية ويعطون تفويضاً رسمياً لوكلاء أعمال للبحث لهم عن أندية خارجية للانتقال إليها.. ويحدد لاعبون شروطاً مسبقة مبكراً ومبالغ خيالية في عز أزمة الفريق لتجديد عقودهم، في صور ومشاهد تنم عن عدم المسؤولية، منتهى الاستهتار والفوضى وعدم الاهتام أو التفكير في أيّ عقاب أو حساب أو مساءلة.. وهذا زمانك يا مهازلي فامرحي. ديربي غير منتظر سيطر الإتحاد خلال السنوات الماضية على مواجهات الديربي التي تجمعه في الدوري بمنافسه اللدود فريق النادي الأهلي، وخلال الخمس سنوات الماضية فاز الاتحاد في تسع مباريات وخسر مباراة واحدة، ولم يكن في الموسم الذي خسر فيه (2009م) فريقاً سيئاً، بدليل أن تلك كانت الخسارة الوحيدة له في الموسم الذي توج بطلاً فيه لأول دوري سعودي للمحترفين.. ديربي الغد (غير منتظر) من وجهة نظري من جماهير الفريقين، ذلك أن أياً من مستوياتهما ليس مطمئناً، وهما ليسا في حالة جيدة، خصوص الاتحاد الذي يعيش أسوأ أوضاعه، لدرجة إن أكثر جماهيره تفاؤلا يتمنى أن يخرج الفريق بأقل الخسائر من المباراة، وفي الأهلي هناك أيضا من أنصاره كثيرون يتخوفون من المباراة بشكل كبير، على اعتبار أنه ليس في كامل عافيته، وعلى اعتبار أن الاتحاد ليس هناك ما يخسره، فالفريق الذي خسر من الفتح على أرضه وتعادل مع نجران لن يضيره أن يخسر الديربي، ولذلك فلاعبوه الأهدأ والأقل ضغوطا وما يحتاجونه ليس سوي التركيز، وفي الديربي قد يخسر الفريق الأكثر جاهزية والمرشح الأقوى، وقد يركز الفريق الأفضل فيجعلها نتيجة تاريخية يتغني بها أنصاره على مدى سنوات. كلام مشفر - تجاوب اتحاد كرة القدم مع مطالب الكثيرين بضرورة إعادة برمجة مواعيد مباريات دوري وين للمحترفين وإقامتها في بعض المناطق مبكراً، وكنت آخر من طالب بذلك في مقال الأسبوع الماضي من أجل ضمان حضور كبير في العديد من المباريات. - تجاوب الاتحاد مع تلك المطالب تأكيد على الرغبة والاهتمام بمطالب الجماهير، ويبقي مطلب هام لا يزال قائماً، وهو أعادة النظر في أيام إقامة المباريات، والحرص على جعلها في أيام آخر الأسبوع، وليس في كل أيام الأسبوع. - لا يوجد اسم كبير ونجم بارز في الفريق الاتحادي حالياً ممن انتهي أو اقترب موعد انتهاء عقده يستحق تجديد عقده ناهيك عن دفع مبالغ كبيرة له، ولذلك فإن نادي الاتحاد لن يكون مستفيداً إطلاقاً من فكرة تحديد سقف أعلى لمقدم عقود اللاعبين. - وربما يحدث العكس (مستقبلاً) فيكون المتضرر منها بعد عامين أو ثلاثة، إذ لا أتوقع أن تصمد الفكرة أكثر من ذلك وتنفرط السبحة وعندها سيعود السقف مفتوحاً ويتضرر في الوقت الذي تكون الأندية التي تدعو للفكرة حالياً لظروفها استفادت منه. - ميثاق الشرف الذي كان قرار رسمياً لم يصمد سوي في قرار واحد صدر من أجله هو قضية الأرجنتيني مانسو، فهل نتوقع لاتفاق ودي أو (جنتلمان) بين أنديتنا أن يصمد، بالتأكيد من يريدون ذلك ومن يتوقعونه (يحلمون).