قال الإعلامي الدكتور مهدي أبو فطيم: «هناك 45 ألف ترخيص إعلامي يختص ب 19 نشاطاً إعلامياً في المملكة إلا أن دورها وتأثيرها في صنع إعلام محترف لا يزال ضعيفاً»، مشيراً إلى أن ذلك كان أحد الأسباب لخروج الكثير منها من سوق الإعلام. وطالب في ورقة عمل حول واقع سوق الإعلام في المملكة، ناقشها خلال أعمال ملتقى «الإعلام والإعلان.. صناعة وتوطين» الذي أقامته الغرفة التجارية في الرياض تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، طالب وزارة الثقافة والإعلام بإعطاء المؤسسات الإعلامية والإعلانية الخاصة دوراً للمشاركة في صنع القرار الإعلامي بما يتوافق مع طموحات صنّاع الإعلام وشركائهم والسياسة العامة. وكان نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله الجاسر قد شدد في ذات الملتقى على أن الوزارة لن تجدد التراخيص لأي نشاط إعلاني أو إعلامي إلا بعد زيارة ميدانية للتحقق من عملها ومستوى التوطين فيها، مشيراً إلى أن المملكة فخورة بالمستثمرين في القطاع الإعلامي خارجها دون أن يحبذ استخدام مصطلح «الإعلام السعودي المهاجر». وقال: «لكن الاتجاه الحالي هو توفير البيئة المناسبة لهم بما يحقق لهم احتياجاتهم للبث من جغرافية المملكة، وهو ما أكد أنه يتفق مع مسؤوليتهم الاجتماعية والوطنية». وقال الجاسر في تصريح خاص ب»الجزيرة»: «وزارة الإعلام تمر بنقلة نوعية وحضارية وهي تأسيس هذه الهيئات وآخرها هيئة الإعلام المرئي والمسموع ووكالة الأنباء السعودية.. هذه الهيئات شبه منفصلة عن وزارة الثقافة والإعلام يرأس مجلس إدارتها وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ولها كادرها المالي والإداري الخاص، ونتوقع أن هناك نقلة للإعلام السعودي داخل المملكة وخارجها بسبب أن هذه الهيئات لها مرونة إدارية ومالية وترعى الإبداع في برامجها وصناعتها، وستواجه منافسات إن لم يكن عملها الإعلامي احترافياً ولن تستطيع المنافسة على المستوى العربي إذا لم تكن احترافية». وأضاف: وزارة الثقافة والإعلام الآن في طور تحويل هذه الهيئات إلى هيئات عاملة وباعتبار أن تنفصل بموظفيها ومعداتها وإلى آخره عن وزارة الثقافة والإعلام وخلال الأشهر القادمة سوف تستقل تماماً عن وزارة الثقافة والإعلام. كما وصف الجاسر مخرجات التعليم بأنها «قاصرة».. مضيفاً أن الموظفين غير مهتمين بمسائل التدريب لأن المعاهد التي تقدم هذه الدورات عشوائية مبنية على اجتهادات شخصية وغير متخصصة وليست معتمدة في طلب الترقيات. وأشار إلى أن ميزانية الأبحاث لدى الوزارة ضعيفة، وبالتالي سبب ضعف المخرجات، معتبراً أن التدريب والأبحاث هما صلب العمل الإعلامي. ودعا الجاسر منتسبي الغرفة التجارية إلى تشكيل فريق عمل مشترك بين الوزارة والغرفة التجارية لتنفيذ 50% على الأقل من التوصيات قائلاً إنه لا داعي لملتقى ثانٍ إذا لم يُنفذ هذا الأمر.. وهو ما قُوبل بترحيب وإشادة من الأستاذ سامي العبد الكريم الذي طالبَ أن يكون مجلساً ملزماً للطرفين. فيما كشف وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور رياض نجم عن أن عدد القنوات الفضائية العربية بلغ 1070 قناة 10% تحظى بالمشاهدين والبقية تكملة عدد، فيما اعتبر الأستاذ حسين العذل أمين عام غرفة الرياض أن سوق الإعلان في المملكة يُعد أكبر أسواق المنطقة نظراً لقوة الاقتصاد وزيادة عدد المؤسسات والشركات. فيما قدم الدكتور أحمد الصقر مدير قناة عالي التابعة لوزارة التعليم العالي في ورقته «القنوات الفضائية ومتطلبات سوق الإعلام الجديد» أن القنوات الفضائية تتخبط في مسألة الإعلام الجديد عبر عدد من البرامج الموجهة لجمهور الإعلام الجديد والتي لا يفهمها متابع الإعلام التقليدي ولا تجذب مستخدمي الإعلام الجديد. وقال إن الصحافة تأثرت بدخول الإنترنت، بينما تأثرت القنوات الفضائية بدخول الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية حيث إن 28% من مستخدمي الهواتف الذكية لديهم الميل للاستغناء عن جهاز التلفزيون.. وأن 91% من مستخدمي الهواتف الذكية متابعون للفيديوهات، و 58% يشاهدون الفيديو عبر الهواتف الذكية مرة باليوم على الأقل. وقال الدكتور أحمد إن الإعلان الجديد أثّر بشكل أكبر وأوضح على المرأة حيث إنها تُشكّل عصب المشاهدة لدى العديد من القنوات الفضائية، مشيراً إلى أن سبب اتجاه المتلقين إلى الإعلام الجديد ما يوفره من البساطة وصحافة المواطن إضافة إلى هامش الحريات وغياب التشريعات وانخفاض التكلفة والتفاعل والمشاركة. في الوقت الذي أقر أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبد الله الجحلان أن الصحافة الورقية باتت مهددة إلى حد كبير، مشيراً إلى أن معظم خبراء الإعلام في العالم يتفقون على أن الصحف الورقية تشهد تراجعاً تصاعدياً في توزيعها وعائداتها وكوادرها مقابل الفضائيات ووسائل الإعلام الإلكتروني، ذاكراً أن أحد الباحثين الألمانيين قال إن الصحف الورقية ستنتهي تماماً في 2040.