قدم له وعلق عليه أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري قراءة حنان بنت عبدالعزيز آل سيف - بنت الأعشى - يقول الشيخ راشد بن صالح بن خنين ما نصه: وقد كان قول النثر أولى براشد ولكن قول الشعر أندى لقائل وما كل من يهوى القريض بشاعر ولاكل شعرصالح للمحافل عرف الشعر السعودي أعلاماً نابهين، وفضلاء نابغين اشتهروا بشاعريتهم ومكانتهم المرموقة في الدولة، وعلى رأس هؤلاء معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، إذا كان الشعر هو الصوت الداخلي والترجمة النفسية لما ينفعل داخل وجدان الشاعر من معان، وأحاسيس وآمال وطموحات فإن معالي الشيخ راشد بن خنين يطرح شباكه في جداول الشعر لتظفر معه بزاد شعري شهي: خير المودة ما لله منشؤها تلك التي دونها الإنسان والأسر كم من صديق لنا نلنا بصحبته أنساً تخالطه الآداب والعبر ثم انتئى سفراً أو جاءه أجل فصار مسكنه قبراً له حفروا صفو الحياة بأهل الود تصحبهم وبالتفرق ذاك الصحو ينحسر من سره زمن لا بد معقبه من بعد لذته التنغيص والكدر إن السعيد الذي تلقاه متبعاً شرع الإله بما يأتي وما يذر واعذر أخاك فإن الضعف أدركه شابت قريحته إذ جاءه الكبر في هذا الديوان تجلت شاعرية الشيخ راشد بن خنين بجلاء ووضوح، فهو يمتح فيه من معين فياض له لغته الخاصة، وصوته المميز، وهذا شيء من قبسات الشيخ راشد بن خنين وشاعريته الوقادة، واسلوبه فيه مشرق ولغته بيانية مع جلال الاستهلال، وروعة العرض وحسن الانتقاء وبراعة السليقة التعبيرية في انتقاء المفردات بدقة وذوق، لله در أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال: أنتم الناس أيها الشعراء. صنفان إن صلحا ساد الصلاح بنا وإن هم فسدوا فالناس تتبع هم الملوك ومن للعلم قد حملوا إن يفسدوا سقطوا أو يصلحوا نفعوا هذا الديوان جمع بين دفتيه الشتات الإبداعي عند الشاعر، ويبرز لنا هذا الإبداع كلما أبحرنا بين معانيه وألفاظه بين شكله ومضمونه فغدا الديوان سيمفونية تتراقص الأحاسيس على نغماتها ونبراتها يقول الشاعر: شكراً على هذا الشعور تلطفاً لا فض فوك فأنت أهل للوفا أبدعت في نظم القريض مواسياً لا زلت محفوظاً بعيش قد صفا اخجلتني ابني بمدح زائد وأنا المقصر بل قربت من الجفا هذه النبضات الشعرية الراقية هي صدى الذات النفسية للشاعر وهي دمه ومادة حياته، حيث إن قصائد الديوان تحمل دلالات وإشارات نفسية ذاتية اجتماعية تاريخية سئمت تكاليف الكتابة والأذى برقم الدعاوي في بطون الدفاتر يمر عليّ اليوم واليوم بعده ولم اكتسب علماً يقر بخاطري والشيخ راشد شاعر يسبغ على الحياة فنه وتفننه وفلسفته الجميلة، وما لفت نظري في كل قصائد الديوان الشعرية التزاوج بين جودة الصياغة اللفظية وسهولة المعاني الشعرية. وهذه لمحة سريعة مع ديوان شعري رفيع المستوى يحتاج إلى استيعاب دقيق ونظرة نثرية فاحصة، ثم إن قصائد الديوان عمودية على نسق الشعر العربي القديم، وهي عبارة عن مقطعات متعددة منها الطويل ومنها القصير ومنها بين بين، هذه القصائد جاءت مرصعة بالمخارج الموفقة، ويحمل الديوان عناوين رئيسة تبحث في موضوعات شتَّى منها على سبيل المثال: عمَّ السرور وحلّت النعماء، فتنة الله أطفأها، حديث مع النسيم، سآمة من شيء ورغبة في أعلى منه، حديث مع النسيم، أطوّف في الرمال، حصاة الردف، أحقاً أنني نلت السلامة، طلعة البدر، تخميس. سنون الأربعين بها صفاء ولذات وآمال عِراض وبعد الأربعين يزيد همٌ وعمر المرء يعروه انقراض ويقول: البحر عند طلوع الشمس يعجبني ما فيه من زبد يبدو كمبتسم لكن أمواجه من خلف مبسمه حلق يهدد من وافاه بالعدم وانظر قبيل طلوع الشمس جلّله طلَّ يشابه طل الحزن من ديم وفي الأصيل زجاج شابه ذهبٌ رقراق مرتعش يقضي على السأم ومن خلال الأبيات السابقة نلاحظ أنها تحمل صوراً شعرية وعواطف شاعرية تعانقت فيها المفردات حتى سجت من معان شعرية سامية، وقصائد الديوان مزيج من التأملات والذكريات والحكايات لهذا الشاعر الفحل، وتحتاج قصائد الديوان أن تدرس لما فيها من فن وإحساس وذوق، وهي تكشف عن ريشة الشاعر، وإحساسه المتألق بمعاني الشعر، وليس في الديوان إلا اللغة العربية الفصحى، وكل مفردة من مفردات هذه القصائد تشهد للشاعر بسليقة تعبيرية عذبة، ثم إن هذه الإطلالة تأتي قصيرة، وحسبك من الديوان ما أحاط بالعنق، والناظر في الديوان يلمح جمال الألفاظ وسهولتها، مع عاطفة سامية صادقة تحمل بين جنباتها معاني شريفة، ومن الواضح على صور الديوان الجرأة في اقتحام الصورالخيالية ومهارة عالية في التعامل معها، ولغة الشاعر تحمل الكثير من المعاني العميقة وهي بحاجة إلى تأمل دقيق فيها، والشاعرعميق النظرة، له قدرة عالية على الإقناع، فهو ينطق عن عقيدة، ويعبرعن مبدأ سامٍ، كل هذا يأتي في تعانق شديد بين الحدث والواقع، يقول شاكياً حاله من عمله في قطاع الرئاسة العامة لتعليم البنات ما فحواه: ولي العهد إني في انتظار لأمر النقل من عمل البنات ووعدكم الكريم أراح نفسي من الهم المنغص للحياة وقلبي غير مرتاح ولكن أمشي بالتصبر والثبات وسبحان المقدر كل شيء وأرجو عفوه عن سيئاتي ومن سلك الطريق بغير ودٍ تعثر إن مشى لو بالنواة هذا غيض من فيض، وقليل من كثير وإلا فروائع معالي الشيخ راشد بن خنين كثر لا تعد ولا تحصى. عنوان التواصل: ص.ب 54753 - الرياض 11524 - فاكس 2177739 Hanan.al [email protected]