هزّ انفجارٌ ضخمٌ وقع صباح أمس الخميس عند (31 : 7) أحياء شرق الرياض نتيجة اشتعال النار في شاحنة غاز كان يقودها شخصٌ آسيوي. وشُوهدت ألسنة اللهب والدخان من مسافة تُقدّر بأكثر من 20 كيلو متراً، فيما أكد شهود عيان تواجدوا قرب موقع الانفجار مشاهدتهم لجثث متفحمة في مكان الحادث، كما شُوهدت جثث ملقاة على الأرض، فيما قال عددٌ من سكان المنطقة إن نوافذهم تحطمت من دوي الانفجار، على بعد نحو 4 كيلو مترات من الحادث. وقدّرت مصادر غير رسمية أن عدد الضحايا في الحادث الذي وقع في تقاطع شارع الشيخ جابر مع طريق خريص تحت كبري (الحرس) قد تجاوز 24 شخصاً، فيما قدّرت ذات المصادر أن المصابين قد فاق عددهم 131 شخصاً. وفي التفاصيل، وبحسب رواية مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري والذي أشرف على الحادث ميدانياً أن سائق الشاحنة كان يقودها بشكل مُسرع مما أدى إلى عدم سيطرته عليها وانقلابها ومن ثم انفجارها، مضيفاً: قد يكون هناك سبب آخر للحادثة هو تجمع الغاز في الهواء، ومن ثم انفجاره مرة أخرى. وقال الفريق التويجري في تصريح خصّ به «الجزيرة» إن الدفاع المدني سيُعلن عن الأضرار في بيان بعد حصر الوفيات والمفقودين، مؤكداً أن هناك الكثير من المتضررين المفقودين في الحادث، فيما أشار إلى أنّ عدد السيارات المتفحمة في الحادث قد بلغ 21 سيارة 6 منها تحت الجسر و15 سيارة فوق الجسر. وأكد الفريق سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني ل (الجزيرة) سرعة استجابة قوات الدفاع المدني وقال: نحن لدينا خطة طوارئ مكثفة للانتقال لأكثر من موقع تحسباً لوقوع حوادث أخرى قريبة منه، مشتكياً من ظاهرة التجمهر التي وجدت في الموقع، مبيناً أن عدداً من المتجمهرين أعاقوا وصول فرق الدفاع المدني وسيارات الهلال الأحمر، مضيفاً أن الأمر وصل ببعضهم إلى الاشتباك مع رجال الأمن والدفاع المدني، حين طلب العاملون في الميدان منهم الابتعاد من أجل تسهيل عمل الدفاع المدني والأجهزة الطبية. وأضاف: «طبَّقنا خطة الطوارئ واستدعينا المستشفيات والهلال الأحمر ورجال الأمن كافة والمسؤولين كلٌ في اختصاصه، والحمد لله كانت الاستجابة جيده ونحمد الله على ما حدث وما وقع». مؤكداً أن «رجال الدفاع المدني يعملون في دائرة الموت وهم يعرفون هذا لكنهم يؤدون واجبهم».. وزاد: «كادت أن تكون مشكلة أكبر لو كان هناك غاز متجمع في الهواء، وانفجر مرة أخرى حيث سيكون المتجمهرون في دائرة الخطر». وقدَّم الفريق التويجري العزاء والمواساة لذوي ضحايا الانفجار، راجياً الله أن يعوضهم خيراً وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يرحم المتوفين ويعدهم في عداد الشهداء. إلى ذلك أوضح الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في الرياض النقيب محمد الحبيل الحمّادي، أن الشاحنة قد انفجرت بعد ارتطامها بأحد الجسور الممتدة على الطريق، إثر مصادفتها حادث مروري على خط سيرها، أدى إلى حدوث تسرب للغاز، انتقل إلى أحد معارض المعدات والسيارات المجاورة للموقع، مما نتج عنه حوداث مرورية تسببت في وقوع عدد من الوفيات والإصابات. وقال: إن تسرب الغاز قد تسبب في حدوث أضرار كبيرة نتيجة الاحتراق والانفجار الذي وقع ساعة الحادث بفعل تشبع المكان بالغاز، كما تسبب ذلك في وقوع عدد من الحوادث المرورية بالموقع، وسقوط عدد من الضحايا. وبيَّن أن مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري، ومدير إدارة الدفاع المدني في منطقة الرياض اللواء عابد بن مطر الصخيري، وفرق الإنقاذ في الدفاع المدني والهلال الأحمر، ورجال المرور والدوريات الأمنية والخدمات المساندة، باشروا الحادث فور وقوعه ويتابعون تطورات الحادث أولاً بأول. من جهته أوضح قائد الطرق الدائرية والمرور السري في الرياض المقدم علي القحطاني أنه جرى إغلاق طريق خريص تماماً أمام حركة السير في الاتجاهين إلى حين الانتهاء تماماً من تداعيات الحادث، متوقعاً ألا يتم فتح الطريق قبل اليوم الجمعة.