تضاربت التصاريح أمس الأربعاء بين المسؤولين منهم من يؤكد موافقة الحكومة السورية على هدنة العيد فيما يرد النظام السوري بأنه سيعلن موقفة اليوم الخميس. وكان المبعوث الدولي بشأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي ذكر لمجلس الأمن الدولي الأربعاء ان الرئيس السوري بشار الأسد قبل وقف إطلاق النار أثناء عطلة عيد الأضحى، لكن من المتوقع ان يصدر الإعلان النهائي في وقت لاحق. وقال دبلوماسي حضر جلسة مغلقة لمجلس الأمن ان الإبراهيمي أبلغ المجلس عبر دائرة تلفزيونية ان «الرئيس قبل وسيصدر إعلان غدا (الخميس).» وبعدما تحدث الإبراهيمي بدا أن الحكومة السورية تناقضه قائلة إن القيادة العسكرية لا تزال تدرس اقتراحا لوقف إطلاق النار مع المعارضة المسلحة خلال العيد. وأيد مجلس الأمن الدولي الأربعاء دعوة مبعوث الجامعة العربية والأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي إلى وقف إطلاق النار في سورية. ودعا المجلس في بيان وافق عليه أعضاؤه ال 15 الدول المجاورة لسورية إلى «استخدام نفوذها» على الأطراف المتصارعة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 19 شهرا، فيما ذكر السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كان بوسعه تأكيد تأييد الأسد الشخصي للهدنة خلال العيد «سعدت لرؤيتكم.» وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين في طريقه إلى اجتماع المجلس إن موسكو تأمل أن تكلل خطة الإبراهيمي لوقف إطلاق النار خلال العيد بالنجاح. وأدلى السفير الصيني لي باو دونج بتعليقات مماثلة. وقال لي للصحفيين «نؤيد الهدنة وندعم مساعي السيد الإبراهيمي». وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الاربعاءعن تأييد بلادها للدعوة إلى وقف لإطلاق النار في سورية خلال عيد الأضحى. وقال الإبراهيمي لمجلس الأمن الدولي إنه يحتاج «دعمه القوي والجماعي». ونقل دبلوماسي حضر الاجتماع عن الإبراهيمي قوله «سيؤدي الفشل مجددا إلى تصعيد خطير وانتشار (للصراع) إلى دول أخرى.» وأكدت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في كلمة أمام الجمعية العامة التي تضم 193 دولة ضرورة أن يتغلب مجلس الأمن على الجمود الذي يسيطر عليه بشأن سورية. وقال دبلوماسيون إن الإبراهيمي أبلغ مجلس الأمن بأنه لم يعد هناك ملاذ آمن واحد للمدنيين في سورية وإن الجيش مستمر في القصف العشوائي. ونقل دبلوماسي عن الإبراهيمي قوله «الإعدام والخطف والاعتقالات التعسفية (من قبل الحكومة) مستمرة.» من جهته أعلن الجيش السوري الحر أمس الأربعاء انه سيوقف إطلاق النار في سورية خلال عيد الأضحى في حال التزام النظام بذلك أولاً، بحسب ما أفاد أحد القادة العسكريين لهذا الجيش .وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ في اتصال هاتفي»سيوقف الجيش السوري الحر إطلاق النار إذا التزم النظام بذلك» مشككا في ان تقوم القوات النظامية بوقف إطلاق النار حتى لو أعلنت ذلك. من جانبه أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 150 سورياً قتلوا الأربعاء في أنحاء متفرقة من سورية. وذكر المرصد ،»ارتفع إلى 92 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا الأربعاء إلى قافلة شهداء الثورة السورية». وأضاف المرصد «قتل ما لا يقل عن 46 من القوات النظامية إثر استهداف آليات بتفجير عبوات ناسفة واشتباكات في عدة محافظات سورية». فيما قتل ستة أشخاص وجرح 20 آخرون الأربعاء في تفجير سيارة مفخخة في جنوب العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري. وقال التلفزيون في شريط إخباري «التفجير الإرهابي بسيارة مفخخة في دف الشوك (أول طريق التضامن في جنوب العاصمة) أسفر في حصيلة أولية عن استشهاد ستة مواطنين وجرح نحو 20 آخرين إضافة إلى أضرار مادية في مكان التفجير». من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان ان الانفجار استهدف حافلة لنقل الركاب تقل 24 شخصا بين حيي التضامن ودف الشوك، وأدى إلى «مصرع ما لا يقل عن ثمانية (أشخاص) وجرح نحو 20 آخرين». كما عثر على اكثر من عشرين جثة في ريف دمشق الأربعاء بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الرسمي السوري الذي وصف الحادث بالمجزرة، قائلا ان «مجموعات إرهابية نفذتها»، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها. وافاد المرصد في بيان عن العثور على عشرين جثة في مبنى في حي تكسي حيدر في مدينة دوما في ريف دمشق، بينها أربع لأطفال وثمان لنساء. ونقل عن ناشطين في البلدة ان الضحايا قتلوا على أيدي القوات النظامية فجرا.