تتعدّد الأسباب المسؤولة عن أنانية الطفل، فقد تنبع من خلفيَّة نفسيَّة تتمثِّل في افتقاده للاهتمام وانشغال والديه عنه، فتصبح هذه الصفة وسيلة لحمايَّة نفسه مع غياب من يعتمد عليه فيستمتع بِكلِّ ما يحصل عليه ولأطول وقت ممكن لعدم إحساسه بالأمان وخوفًا من ألا يحصل عليه مرّة أخرى. وهنا سنحصر الأسباب المسؤولة عن الأنانية، في: ) يتعلّم الطفل الأنانية من إخوته الذين يستحوذون على الأغراض والألعاب ويمنعونه من مشاركتهم إيّاها. ) أنانية الوالدين أو أحدهما والتفكّك الأسري والطَّلاق يمنح الطفل قدوة سيّئة ويدفعه إلى حب الذات وعدم التضحية، الأمر الذي يؤثِّر سلبًا على شخصيته فيما بعد. ) إذا تعامل الأهل مع تصرَّفات الطفل التي تنمُّ عن الأنانيَّة وحب الذات في الأعوام الأولى وخصوصًا خلال العام الثاني بالتدليل المفرط وإعطائه كل ما يريد من دون حساب سيصبح أنانيًا من دون شك. ) بخل الأسرة والقسوة يدفع الطفل إلى البحث عن سعادته، من دون التفكير في الآخرين. ) توفير الحماية الزائدة للطفل يجعله غير قادر على مواجهة الأمور بنفسه. ) عدم ثقة الطفل بنفسه يشعره أن الأشياء التي يمتلكها بمفرده تمنحه القُوَّة وتقلّل من شعوره بالضعف والعجز. دور الأهل: تشير الدراسات إلى أن المشاركة في بعض الأنشطة كالرسم الجماعي أو الألعاب الجماعيَّة تشكّل المفتاح للتَغلَّب على أنانية الطفل، فهي تساعد على تعلّم صفات مهمة تشمل التعاون والاعتماد على النَّفس وعدم التفكير في الذات. ويتحتّم على الأهل التصرّف بحكمة وتعليم الطفل الأناني أن الإنسان يجب أن يأخذ ويعطي لأنّه يصبح مكروهًا إذا أخذ فقط، وأنّه يجدر به التحلّي بالمبادئ المتمثِّلة في التعاطف مع الآخرين وتفهّم مشكلاتهم وظروفهم ومشاركتهم أحاسيسهم ومناسباتهم، مع إتاحة الفرصة له لتجربة الشعور الجميل الذي يشعر به المرء عندما يساعد الآخرين، من خلال إفهامه أهميَّة الصدقة. حلول وخطوات مفيدة: 1- يجدر تحميل الطفل بعض المسؤوليات أو المهام المنزليَّة، ما يعزِّز لديه فكرة المشاركة والتعاون ويساعده في أن يعرف أنه ليس محور الكون. 2- مناقشة الطفل في موضوع أنانيته، مع المثابرة على تذكيره بأنّ سلوكه غير إيجابي وأنه يمكن أن يؤذي الآخرين بتصرَّفاته. 4- يجب أن يعلم طفلكِ أن طلباته عندما تكون معقولة يمكن التجاوب معها، على أن يعتاد على قبول كلمة لا كردّ على طلباته. 5- تشجيع الطفل والثناء على جهوده الكبيرة والصَّغيرة ومكافأته ويجب أن يسهم كلا الوالدين في التشجيع ممّا يزيد من قدرته على التغيير. 6- إشعار الطفل بأنه محبوب ممّن حوله وتوفير الأمان له.