الجار الذي لا يعبأ بالماء.. يومياً يسفحه عند أبواب بيته، يغسل به مساحاته الداخلية، وأبوابه، وعرباته،.. وكأنما هو يغسل أدرانا عصية.. كلما تعفَّرت أطراف ملابس جيرانه بالطين الرطب..، امتدت أنظارهم لجداول تضج بسفحه...! هذا الجار ليس الوحيد العابث بالماء.. فكل بيت فيه «مسبح « لرفاه الإنسان، هو مصدر عبثه بحرمة الماء.. بالتأكيد، تعب مراقبو المياه، ولم تجد قسائم المخالفات نفعا.. الماء هنا رمز لكل مصدر يهدره احتياج الإنسان..!! الغذاء يُهدر لسد أود الجوع..., الكهرباء تُهدر لقشع عتمة العيون.. الدماء تهدر لمقايضة الموت بالموت، من أجل نبتة حياة في عروق الأوطان،.. ومن ثم الشعوب.. أو من أجل نقمة الحر في الصدور المظلمة... البصر يُهدر لتذويب عتمة العقول.. و... المال يُهدر وليس بالضرورة للبناء.., بل كالماء للرفاه المشؤوم.., والعبث المحموم... الإنسان يُحيِّر مقدَّرات خُلقت من أجل نعيمه... لكنه جعلها مدعاة لجحيمه..! فكلُّ إفراط لا علاقة له بالضرورة، خراب.. خراب.. وعتمة الإنسان، تعيق بؤرَ الضوء في أحلام كثيرة تلوك بها ألسنته.. وتعجز عن بلوغها مراتبُ واقع ممارساته.. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855