كان لتعليق قرأته في تويتر حول ردود العامة من الناس على الصور دون قراءة المضمون، دور في طرح موضوع إيقاع اليوم، حيث كنت أردد باستمرار أن ثقافتنا ثقافة سمعية لا بصرية، ألا أن جيل التكنولوجيا والهواتف الذكية ذات عدسات تصوير بدقة قد تصل إلى 12 ميغا بيكسل، هذا الجيل بدأ في تغيير مفهومي هذا، وأخشى أن هذا التغيير ربما لن يكون أفضل من سابقه!. فإذا كان العرب قديماً في معظمهم من الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، وكانت ثقافتهم في الغالب سمعية لا بصرية، لعدد من الأساليب منها ظروفهم البيئية وتنقلاتهم، مما جعل ثقافتهم تتمحور في فن الشعر كأرقى أنواع الفنون التي يمارسونها. وبعد قرون تعلم فيها العرب كافة العلوم، وأصبح الأمي حالة نادرة بيننا، إلا أن الإقبال على قراءة الكتاب لا تزال مشكلة، وتدني نسب الكتب المنشورة أو المترجمة أو المقروءة بطبيعة الحال دليل على عدم اهتمامنا بالقراءة، حتى أنه قد يوصف بعض الأشخاص ممن يقرأ الجريدة بأنه قارئ عناوين!. واليوم، أكرر مع عصر التكنولوجيا، بدأت ثقافة الصورة بالانتشار وبسرعة، منها ثقافة إنتاج تلك الفنون مثل فن التصوير الضوئي (الفوتوغرافي)، ومنها ثقافة قراءة الصورة بدلاً من قراءة الكلمة والتي يمكن أيضاً اعتبارها ثقافة سطحية شكلية (مظاهرية) إن صح لي استخدام هذا المصطلح!، مرتبطة بثقافة الاستهلاك والاهتمام بالمظهر أكثر من الجوهر. ولكن أعود لأصل التغريدة والثقافة البصرية بجانبها السلبي، حين نقنع بالمقولة «الكتاب من عنوانه»، ونبدلها بمقولة أخرى: «الكتاب من صورة غلافه»، فنترك القراءة الفعلية وقراءة المحتوى معتمدين على الحكم على الصورة، وذلك في الرأي الذي نطلقه على ما نراه، سواء أكان (غلاف) كتاب، أو (بروفايل) لحساب في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، أو صورة مرفقة دون قراءة التعليق أو التغريدة أو المنشور!. [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D