كنت قد ذكرت في كتابي «المرأة السعودية والفن التشكيلي» أن المرأة محلياً حُرمت خلال بداية الطفرة التعليمية من فرص التعليم المتخصص في مجال الفنون البصرية التي حصل عليها الرجال، إما من خلال معهد التربية الفنية كأول معهد متخصص محليا، أو من خلال فرص الابتعاث، وحتى بعد إضافة أقسام للتربية الفنية في الجامعات السعودية، كان القبول في البداية للبنين فقط دون البنات. وتدريجيا، زاد عدد الطالبات الملتحقات بتلك الأقسام مقابل الطلاب، لدرجة أصبحت النسبة بين الفئتين مخيفة، كما تم افتتاح معاهد وكليات خاصة بالفنون ولكنها أيضا مخصصة للفتيات، وحتى يومنا هذا -على حد علمي- لا توجد مؤسسة قطاع عام أو خاص تقوم بتدريس الفنون البصرية للشباب سوى ما هو تحت مظلة «التربية الفنية»، إذا ما استثنينا الورش التدريبية بطبيعة الحال. ونظراً لعدم وجود فرص لتعلم الفنون البصرية أو الفنون الأخرى من مسرح وإخراج.. إلخ، (نستثني الفنون الموسيقية التي يتم تدريسها بشكل رسمي لصالح قطاع حكومي مخصص)، تظل العديد من المواهب مدفونة، أو تعمل بدون صقل وخبرات تعليمية مناسبة، إلا من سنحت له فرص التعليم في الخارج أو اعتمد على التعليم الذاتي كحال نسبة غير قليلة من الممارسين للفنون المختلفة لدينا اليوم. لذا، أتمنى أن لا يكون لدينا فصل في مجال التخصصات من هذا النوع، فيقال هذا للبنين وهذا للبنات، وأن تتاح فرص التعليم إما بإيجاد المعاهد المحلية أو الابتعاث، لأن ممارسة الفنون شائعة وظاهرة وأصبحت جزءاً من المهن الموجودة، وحاجة من خلال ما يمكن أن نسميه (مشاريع القطاع الخاص الصغيرة) لأن كل فنان ممارس ومنتج ومسوق لعمله الفني يعتبر (مشروعاً تجارياً) قائماً بحد ذاته، وعليه، ستؤثر هذه الممارسات بشكل أو بآخر لا في ثقافة المنطقة فحسب، بل في اقتصادها إذا ما أحسنا التعامل معها! أخيراً، أتوجه لمجتمعي الذكوري المثقف، بأن لا يكون عنصريا في حرمان الرجال من فرص التعليم المتخصص في مجال الفنون البصرية، خصوصا وقد أثبت تاريخ الفن السعودي أفضليتهم من حيث المهارة واستدامة العمل ونسبة المبيعات مقارنة بالنساء. إلا إذا كان السبب وراء هذا الحرمان اعتقاداً بأنه عمل مخصص (للنساء)! [email protected] twitter @Maha_alSenan