بين الحين والآخر تشاهد أعمال موهوب أو موهوبة في موقع إلكتروني أو من خلال صورة العمل أو العمل ذاته، والسؤال المحير الذي يتبادر هو: كيف ننمي هذه الموهبة؟ فإذا قدر لهذا الموهوب دراسة الفن بشكل أكاديمي أو التفرغ له والممارسة مع الاطلاع والاحتكاك المستمر إضافة على بعض الدورات التخصصية هنا وهناك، فإنه أيضا سيجد نوع من (التأهيل) لتلك الموهبة، ولكن هذا (التأهيل) يأتي متأخراً أو قد لا يأتي بتاتا لمن يختار أن يتعلم في مجال آخر ولا يجد وقتا أو وسيلة لتنمية تلك الموهبة. أما الشباب الصغار، فليس أمامهم للأسف إلا البحث والعمل الذاتي لقلة الفرص لدينا لتنمية تلك المواهب. ولو بحثنا بين فصول وقاعات مدارس التعليم العام في المرحلة المتوسطة تحديداً، لوجدنا الكثير ممن يملكون مواهب مبشرة في مجال الفنون البصرية، إما من خلال موهبة النقل والمحاكاة (في رسم الوجوه أو المناظر كما هي من صورة أو من الطبيعة كمرحلة أصعب)، أو نماذج أخرى من المواهب الفنية كالموهبة الإبداعية في الفكرة، والتي لا تخدم الفنون البصرية فحسب، وإنما تخدم مجالات العلوم والاختراعات....الخ. ولأن الفنان يجب أن يتميز بالذكاء، أو القدرات التي تساعده على التميز في الفن، يرى البعض هذه السمات، فيعتقد أن توجيهها لدراسة العلوم الأخرى (الأكثر تقديرا) أهم! لذا تموت تلك المواهب في هذه المرحلة وقبل أن يتخرج الموهوب من الثانوية ليبحث عن تخصص يدرسه ويساعده على إيجاد وظيفة. إن مشكلة عدم تبني المواهب ليست فقط في عدم وجود جهات تتبنى الموهبة، بل تعود أيضا إلى عدم تقدير الفن أساساً من قبل العائلة أو المجتمع، واعتباره (هواية) جانبية من الممكن ممارستها بجانب (العمل الجاد)! أو ربما تصل إلى الاعتقاد بأن الفنون البصرية مجال الفاشلين في الحصول على درجات أو نسب عالية تمكنهم من التخصص في مجالات (أهم)! [email protected] twitter @Maha_alSenan