من معضلاتنا الأزلية أننا لا نتعلم من التجارب، لا نكترث، لهذا نظل ندور في محيط تكرار الأخطاء الموسم تلو الآخر. هاهي المرحلة الأهم في التحضير للموسم القادم تدق الأبواب في حين أن معظم أنديتنا ما تزال تلملم شتاتها بين البحث عن أجهزة فنية، وبين البحث عن عناصر أجنبية لسد احتياجاتها. يحدث ذلك رغم علم الجميع بقصر مدة التحضير والاستعداد الأمثل للموسم القادم وما يتطلبه من مقومات.. ورغم أن الجميع سبق أن تجرعوا مرارة عدم الجدية وعدم الحرص على الاستفادة القصوى من هذه الفترة القصيرة، فبدلاً من استغلالها في معسكرات تحضيرية بعد اكتمال وتوافر كافة أو معظم المتطلبات الأساسية من أجهزة فنية وإدارية وعناصرية.. إلاّ أن الذي يحدث هو العكس، إذ تذهب مدة الفترة في عمليات البحث عن توفير ما كان يجب توفيره سلفاً فتكون النتيجة عبارة عن ترقيع تفرضه التعاقدات الفاشلة سواء في ما يتعلق بالأجهزة الفنية أو العناصر الأجنبية أو حتى المحلية وهكذا دواليك. لذلك يفترض ألاّ نفاجأ حينما تنحدر مستويات كرتنا بشكل عام طالما أن الأندية، وبالأخص الكبيرة منها، لا تستوعب الدروس، وليس لديها القدرة على ترتيب أولوياتها بالشكل الذي يساعدها على أداء مهماتها وواجباتها بانسيابية وبلا ارتباكات وبالتالي التفرغ والتطلع للأفضل من خلال تقديم المستويات والنتائج التي تعكس حجم العمل المرتب والمنظّم الخالي من الارتجالية والعشوائية على طريقة (مشّي حالك) أو (شختك بختك) التي إن أفلحت مرة، فشلت عشرات المرات والشواهد كثيرة..؟!. قبل أن أقفل موضوعي هذا لابد من الإشارة والإشادة بنادي الشباب باعتباره المستثنى في هذا الجانب، يليه النادي الأهلي، على الأقل خلال الموسم الماضي وهذا الموسم.. بالتوفيق إن شاء الله لجميع فرقنا محلياً وخارجياً. لمن ابتسمت القرعة الآسيوية؟ القرعة الآسيوية التي أجريت يوم الخميس الماضي جاءت منصفة بالكامل فيما يتعلق بعدم الجمع بين فريقين من فرقنا الثلاثة في منافسات دور الأربعة. أما ما يتعلق بمسألة مَن مِن الفرق يقابل مَن.. من حيث القوة والحظوظ، فقد جاءت متفاوتة إلى حدٍ ما.. كيف؟. نستطيع أن نعتبر الفريق الاتحادي الأوفر حظاً من البقية وذلك عطفاً على ما يمتلكه من مقومات قياساً بمنافسه الصيني، إذ لا مجال للمقارنة.. تماماً كما هي حظوظ الفريق الاتفاقي. يليه الفريق الأهلاوي ولاسيما إذا أخذنا تاريخ الفرق الإيرانية آسيوياً بعين الاعتبار قياساً بالفرق السعودية واليابانية والكورية. ويبقى (الزعيم) الفريق الذي وضعته القرعة في مواجهة الفريق الكوري كأقوى الفرق المتنافسة في هذا الدور، خاصة إذا علمنا بأن الفرق الكورية أضحت من فرق المقدمة، بل المقدمة جداً في الحصول على البطولات الآسيوية والمنافسة عليها.. تماماً كما هو منتخبها. الكلام أعلاه لا يعني التسليم بحتمية تطابق النتائج مع القراءات الاستباقية، فقد يحدث العكس.. ويظل الفيصل هنا هو الجدية في العمل والاستعداد للمهمة بما يليق بالمراحل النهائية، إذ لاعذر إلاّ لمن يقدم كل ما عليه ثم لا يحالفه الحظ. كل التوفيق -إن شاء الله- لفرقنا في مهمتها الوطنية، وإعادة هيبة الكرة السعودية إلى وضعها الطبيعي.